مقالة_مصطفى_سليمانحرية التعبير و الضمير الحاضر الغائب. “““

 #مقالة_مصطفى_سليمان


 


””” حرية التعبير و الضمير الحاضر الغائب. “““


... و يظل عصا الرحى و مربط الفرس في و على جميع ميادين الحياة ، خذ مني كل شيء و دع لي الضمير ... فبه نحن على قيد الحياة عفوا على قيد الكرامة.

أي وباء كيفما كانت خطورته و قوة فتكه لن تضاهي وباء انعدام الضمير ، إن المجتمعات التي عملت على إفشاء لقاح الضمير هي التي نراها اليوم تتتربع عرش التقدم و السبق على طول و عرض كافة المجالات.

إن المايمكن تسميته بالضمير المهني لو تم تدريسه مع إعطائه الأولوية على رأس المناهج التربوية و لكل الأجيال لما وصلت إليه اليوم أغلبية الأمم من انحطاط ، تشردم ، نشاز ، و كل هذا الهول من المقت و الجشع الذي أدى بنا إلى حروب ابتدأت و لا يعلم إلا الله متى تتوقف و ما جلبته من اغتناء جهات معينة على حساب تفقير قاتل و مميت لأخرى. 

إن الأجيال التي تأطرت على امتلاك الضمير الحي لن ترتضي أبدا إلا كل جميل و راقٍ يخصنا جميعا كفصيل يدعى الإنسان ، هذا الأخير الذي نزهه الله عن باقي الكائنات لجدير بأن يحمل شعلة النقاء الروحي ما دام ينشد ضميرا حيثما حل أفاد ...

للمجتمعات المتأخرة و السائرة في طريق النمو لا ينقصها إلا مسافة تحقيق شرط تواجد الضمير بمفهومه الشاسع لا أكثر ... فعليه تقوم أي نهضة : أخلاقية اجتماعية ، اقتصادية ترتع سلما و سلاما ... 

هذا ، و نحن نحاول لمس واقع الحال فضمنيا نحن بصدد المضي قدما جنبا إلى جنب و ديننا الحنيف و ما خصه من حيز لتغيير ما بأنفسنا حتى يتم و يكتمل النصاب ليغير الله ما بنا ... 

العاقبة و كل يعلمها و الحالة و كل يراها بأم عينيه ، و المصير رغم فداحته فهذا ( ال كل ) متجه صوبها بدون أدنى مبالاة و إن سئل الواحد منا ليجيب بكل عفوية : فإن الله غفور رحيم ... إن لأعظم الجهاد و لأشقاه جهاد النفس ... 

إننا أيها السادة لمطالبين بتغيير ما بأنفسنا أولا حتى يتم الشرط ليغير الله ما بنا و منه علينا العمل بمنظور ذي بعد بعيد ... تكريس هذه الثقافة ... ثقافة الرقيب / الضمير الديني الأخلاقي للأجيال القادمة ... كل ما نزرع و سنزرع مستقبلا ستجنيه الأجيال الآتية من بعدنا و منها تلك التي تعايشنا الآن ... 

إن كان هناك من جناه علينا حتى طفح الكيل فلا يجب نحن بدورنا أن نجني مثيله على أحد ... 

إن ما يظهر من جبال على بحار قطب متجمد لا تعدو أن تكون مزحة .... فما في أعماقها لا يعلم حجمه إلا الله وحده ... 

فمن هذا المنطلق و من دون ضمير و تربية سوية و كذا تكاثف جهود المجتمع المدني فلن نصل مرادنا ... جميع الدساتير السماوية و الأرضية إلا و منحت مساحة عظمى لما يمكن أن نسميه اليوم بحرية التعبير لغة العصر لكنها كلها أتت مشروطة ، بمعنى إن لم يكن هناك من رقيب ، موجه ، مقتدى ... فنحن كمن يفرغ الماء على رمل ... 

كلنا و العالم بأسره يطالب و المطالب على كثرتها و يظل السؤال / عصا الرحى  ، هل أنا مسؤول عندما أطالب ، اطالب بحق مشروع لكن هل أخليت ذمتي من المسؤوليات التي على عاتقي ، و الجواب كلنا نملكه ... 

حرية التعبير شرط أساسي لنمو و ازدهار و رقي المجتمعات فهل أهلنا لها أجيالا لتكون القدوة لمن سيأتي من بعدها ... هل أنا أعرف حدود حريتي كونها تنتهي عندما تمس حرية الآخر ... 

إن التاريخ ليسجل كون المجتمعات المدنية التي ارتقت بنفسها اعتمادا على الضمير الحي و تأطير الشرائح المجتمعية ثقافة توازي و الطموح هي من منحتها الأنظمة مساحات شاسعة من الحرية و على رأسها حرية التعبير ... فأي نظام و كيفما كان حجم تساهله لن يمنحك هذا الحق و أنت تهدده بل أن تحرجه بثقافتك و حضور ضميرك ... 

الخلاصة : 

إذا أسسنا لهذه اللبنات الأسس الصحيحة فحتما النتائج ستكون مذهلة ... و لنا في بعض النماذج المجتمعية الإسوة الحسنة ... 


مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة الروح/للشاعر ...... أسمهان سعيد✍️

رائعة/كيف_تُسالِمُ_قاتِلَكْ/للشاعر المتمكن متولي عيسىٰ

دراسة نقدية وتحليلية لقصيدة "مرثيّات الأرق" للشاعر سعيد هجيري موسى