شفيق علي القوسي.. عالم الكبار


 ... عالم الكبار ...


تقول طفلتي

دخلت في هدوئي المعتاد

عالم الكبار

لأتظر الحياة

عن كثب

بما تُدار

وكيف أمخر العباب

في النهار

وأرتدي الفخار

أقاوم الصَّغار والأخطار

وأنظر الكبار

كيف يصنعون من أوقاتهم

مجامر الفخار

دنوت من شعارهم

السلم والقرار

الكل يطلبون السلم والقرار

والأمن والهدوء والنضار

لكنني لم أجد القرار

والسلم والنضار

والنور والنهار

وجدت ظلمهم وبغيهم

يدمر المسار

ويسحق الصغار

ويحرق الأزهار

وجدت في سباتهم دُوار

في جمعهم دُوار

في وقتهم دُوار

كأنني في موجة البحار

يا أيها الكبار

ما هكذا حياتنا تُدار

يامن تجندلون البوح والبهار

وتخرقون في انتشائنا الجدار

وتدّعون أنكم أحرار

وأن عيشكم فخار

وجمعكم فخار

بالرغم من فعالكم

وغدركم

كالنار والشرار

تقطعون ما بروحنا

من شعلة النهار

النار في حلوقكم

الموت في بروقكم

الفقد في شروقكم

تموت في سمائكم

جميعا الأقمار

والشمس تختفي وتكتفي

بأنجم صغار

ياأيها الكبار

ما هذه الحروب والدمار

ما هذه الأحقاد والشنار

شعاركم زيف وعار

وشرعكم فحواه

كيف نقتل الصغار

وكيف نملك القرار

كأنكم في جونا المدار

كأنكم من تجعلون في بحارنا المحار

وأنتم الممات والصَّغار

يا عالم الكبار

أوجدتم الشقاق والنفار

أحرقتم الأشجار

سحقتم الأزهار

وكلكم يقول إنه النهار

وإنه في روضنا الهزار

ما هذه العقول يا كبار

ما هذه الشرور يا كبار

أبي دعوني أعود

فعالمي أفضل ما يجود

بأنه السلام في الوجود

يا أيها الصغار

رفاق رحلة المصير

لا لن نكون جوقة

لهؤلاء من يدّعون أنهم كبار

أحلامنا التي بعين شمسنا

توشك أن تطير

تكاد طغمة الكبار

أن تمزق المصير

وتخنق المسير

والناس حولهم نيام

لا يملكون غير مضغة الكلام

ويحملون بالسلام

ويعشقون روعة الوئام

ونحن صامتون

نرى الأماني الكبار

كيف يمتطي سماءها الكبار

ونحن ساكتون

بالأمن قانعون

بالشوق قانعون

في قعر خوفنا الكبير قابعون

متى سيفهم الكبار

بأننا لن نرتضي القرار

ولن نكون في حروفنا كالجار

والكسرة الجوفاءوالمضاف

والمثار

يا أيها الكبار

قد آن أن تغادروا الحياة وارحلوا

فلتذهبوا... ولتذبلوا

ما عد في جموعنا مكان

لهذه الأخطار

لابد أن نعيد شمسنا

ونستظل تحت بأسنا

نجتث يأسنا

ونستعيد الضوء والنهار

وتنزل الأمطار

ليفرح الصغار

وتخصب القفار

ونفرش الآمال والهوى

والشوق والجوى

وابتسامة المنى

نستنشق الحياة والسعود

ونعشق الوجود

لعالم الكبار

لا ولن نعود

وننتشي بفجرنا الجميل

وظلنا الظليل

بدونكم يا أيها الكبار

بدونكم يا عالم الكبار

بدونكم يا عالم الكبار....


بقلمي/


شفيق علي القوسي

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين