🌹قبل الرحيل ... البلابل تغرد ألما🌹بقلم المغربي مصطفى سليمان


🌹قبل الرحيل ... البلابل تغرد ألما🌹 


لم أعد أقوى النظر ... عبثا أحاول

و كلما استنهضت الهمم 

أجدني و اللاجدوى 

لم أعد أرى جمال الاختلاف 

قرف ... قرف ... قرف 

كل الوجوه تشبهني

وجهي المعكوس بساط المرايا 

يشاكسني ... يقرفني 

يحمل هوية أناي و لا يشبهني 

و أنا لوحدي بعيد في نفسي 

أجدني ... لا أشبه ذاك ال (وحدي) 

خارج المرايا أرتاح 

خارج أرصفة الزمن أستريح

و كلما عدت البدايات ينصهر (ضدي) 

تتحد فيَ كل الأضداد 

أصير ضدا في كل تضاد 

و تتوحد الأبعاد في بعدي

بكل المشاريع أجدني مهب الرياح ... 

أبحث عن نافذة ترمي بأشلاء ذاكرتي

فلا أجد إلا بقايا ملح لبيوت مرت من هنا 

المفاتيح النحاسية وحدها تلمع 

و خيوط أمل عبثا تراوغ الضباب 

و بعض لوحات لصور وجوه تصرخ ملء الصدى 

سنعود يوما ... سنعود إلى حينا ... لنحيا 

كلها انفضحت ... ثعالب الصحاري و ذئاب الغاب 

اختنق منها الهواء ، الجواب 

و كل بلون واحد ... لون السراب ... 

يتساءل فيَ شبيهي المقرف 

من اقتلع النوافذ؟

آه منك يا أناي ... و أين هي البيوت؟ 


... و نظل متخشبين على كراسي من قصب ... و لا تغير شيء يمكن أن يذكر و لا القادم في الذكر ، سوى ألوان و أشكال الطاولات ... المستديرة ، المربعة ، المستطيلة و المرفوعة من زجاج ... و لا تغيرت محاور نقاشاتنا ... وحدها ألوان الملفات خرجت القاعدة دون استثناء ... ذهبنا على حالنا و عليه عدنا ؛ غريب أمرنا في أن يخجل الخجل مكاننا ... و أن لا نتواضع خجلا و الاتهامات توزع كصكوك الغفران ، عفوا (العدوان) ... 


من قانون عربي، فرنسي، فلسفة و شفا روعة

كاد شبيهي المقرف ذات فرصة 

أن يلقي بي و علم الأركيولوجيا 

آآآآه مني و كم كنت سأسعد يا شبيهي 

و كم بك سأفخر ، أفاخر و أتصالحك ... 

كنت سأعري العري عن الأقنعة السافلة

كنت سأدخل على تاريخهم ال (جيفة)

و من سحيق الحفريات أقتلع الخديعة

عبر دهاليز الأزمنة أمر حيث الوديعة

أصفف كل الرفوف حقيقة ... حقيقة

أنفض غبار المهزلة و أرمي ما تبقى المزبلة ... 

لن أأبه للأوبئة النائمة

فلتنهض كل طواحين الأهوية حقيقة ...

لم يفهموا عنك صديقي و لن يفهموا

” ميخائيل دي سرفانتس“ جذ لهم العذر

أو نم بسلام ... فهنا نحن ... ما زلنا نحلم

أوقف دور” الدون كيشوت “ و اخلده الراحة

أنت ناديت ... و هم رقصوا

أنت ألفت ... و هم مسرحوا 

أنت امتعاضا شكرت ... و هم صفقوا 

لا بنو جلدتك عنك و لا جلدتنا فهموا ...

آآآآه يا أناي و أنت معي 

كتب عليك العذاب فلم أعد أنام 

أمسي و أضحي بدون طعم ... 

كل نكهات تقاسيم الحياة مجرد أضغاث

لم يتبق لنا يا أناي 

لم يتبق إلا بعض حروف و رغيف كلمات ... !!! 

فلننهيها حكايات إذن و لنركن هدنتنا 

... و هل ... أنا ... من سيتوقف ... !؟؟ 


... و لم نعد بل لم تعد لنا جرأة أن ننظر متأملين اتجاه الأعلى ، ضعنا تقاعسا و ضيعنا بعد النظر ... تقوست ظهورنا ... فقط صدى الأغنية ما يحيا فينا ... منتصبي القامة كنا نمشي و مرفوعي الهامة كنا ... نحن من ملأ كل البحور و نثرنا أروع القصائد بساط المواخير و أسطح الحانات ... و ننتظرها ثورة إلى مطلع النصر ... و في لا شعورنا هي ليالٍ حمر بيض حتى مطلع الفجر ... 


ترعرعت على مفهموي اقرأ و اكتب 

كل الحروف صارت تخشى غضب يراعي 

كل الحروف تتمترس طريقي ... تجندت ... 

باعت ماتبقى لها من روح لكل عابر سبيل 

باعت أرواحها لشياطين الفتن جبهات الظلام

بكل المقاييس ... مسخرة العمر ... 

تعلمت منهم فعل الارتشاء

إن لم أجاملها ... لن تطوع و أفكاري

وعكة عمري يا أناي ... وعكة العمر ...

سايريني يا أناي ... فنحن مجرد عابري سبيل

حتى المهر الذي يسكنني

بالكاد سمعت منه بعض مزح صهيل ...

بجميع اللغات أعلن إفلاسي

ارتحت ... و أخيرا فهمت ... أظنني 

كوني بالكاد أعانق ربيع البدايات ...

سايريني يا أناي ... و لا تعاندني 

فنحن مجرد عابري سبيل

فنلعلبها لعبة الأغبياء

هات ما عندك من الحروف و أنا بالكلمات

فلننزع ثياب المجاملة شتاء

و نتدثر برودة المشاعر صيفا

و لنحرق حصاد الأحلام ربيعا 

و لنرعى شياهنا خضرة المراعي خريفا 

فلا تضحك يا أناي ... ضحكت قبلك ... !!! 


متى يعلنون إمكانية العيش على سطح كوكب آخر ... فليرحل العالم و يرتاح منا ... ليس هناك ما يشفع لتواجدنا جنبا إلى جنب عيشا ... معهم ... يستأهلون أن ينعموها راحة بدوننا ... نحن الوباء المستجد المتجدد دواما ... من يرتضيها حياة جوار خرافاتنا ... هم أعلنوها باكرا فمتى نعلنها نحن ، كوننا لم نبلغ الحلم و كبارنا منذ أزل يجابهون دخول سن الرشد و ما استطاعوا و ما انبغى لهم ... 


فمن مفاصل الزمن ولدنا معا

و معا نسير إلى حتف التاريخ ...

” فرانسيس فوكوياما “ أيها المتذاكي

لا ... لن ألذع من الجحر مرتين 

أعد النظر (نهاية التاريخ و الإنسان الأخير)

أعد أشلاء كرامتك ... لك كل التاريخ

لك التاريخ كله و لك كل النظريات

ارم ما تبقى لك من العمر 

و استقل قطار الحقيقة

دعه يريك الوجوه و مكانها ... المسافرة ... 

فتمثة يكمن وجهك و النذالة 

... تأمل جيدا وجوههم ... 

فهي لا تعلم من تكون و لا بما قدمت يديك

هم بسطاء و لا يعلمون من يبيع الوهم المزخرف

و أين تقودهم (محاباتك) ...

... ولدوا بتاربخهم و لهم دينهم

و لك و لنهاياتك المقرفة حتمية الخسارة

فأنت لم تضع مشروعا فلسفيا 

بل أوجبت شرطا مفلسفا 

أنت فقت الشيطان ذهاءه و شيطانيته 

اخترعت مشروعا تجاريا

ما كان ينقصك سوى غلاف فلسفة ... 


أين كنا ... أو بالأحرى كيف ارتضينا رسم الأوشام على بساط جسد (وحدتنا) ... هل كانوا الأجدر علما أم كانوا الأقوى ... ضاع السؤال خضم اللاجدوى ... ضاع السؤال فالفحوى ... ابتدأنا التاريخ الفعلي متفرجين و كذلك قبعنا ... تلزمنا سنة ضوئية لنلحق ركب السؤال ... أما الإجابة لتظل بيد القدير وحده الأعلم العليم بمصيرنا و الآتي من غيب مستقبلنا ... 


آآآآه يا أناي لو تعلم ما ينقصنا

ليس السيولة و لا العدد أو العتاد

ما ينقصنا فقط جرأة الحوار و المساجلة ... 

أن نأهل أجيالا متأهبة 

بمقدورها محاورة الأعداء قبل الأصدقاء

أن تحاور بكل ثقة 

كل أصناف الشياطين و معهم الأبالسة 

فالسلام يا رفيقي ليظل بطول الأمد 

... الحل القابع كل معادلة ...

السلام أصل في البداية

من بداية النشأة و هو الحكاية

و السلم و السلام حتما صلب النهاية ...

آآآآه منك يا أناي 

آآآآه منك يا أناي و أنت معي 

كتب عليك العذاب فلم أعد أنام

فلا حياة إلا بتحقق شرط السلم

و لا سلام مني و منك إن لم نسلم ...


مصطفى سليمان / المغرب. 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين