الوصية الأخيرة.. بقلم مصطفى سليمان.. المغرب
””” الوصية الأخيرة “““
... و أنت ... تتجول ذاتك
قم بها جولة كأنها الأخيرة
تذكر ملء الذاكرة
كل الأزقة المتشابكة
المدن العابرة ، الصور الجميلة
و كل حكاياتك المريرة ...
صافح ذاتك ، احضنها
و دس خلسة أحد جيوبها
وصيتك الأخيرة ...
لربما مت خارج أمنية ذات يوم
و أنت تتأهب عبور أحلامك
فدعستك خيباتك الصغيرة
فلا تنسى وصيتك الأخيرة ...
... و أنت ... خارج ذاتك
إياك أن تودعها
صافحها فقط ، احضنها
و عدها أنك عائد لا محالة
لتجالسها قارعة الأسى
على رأس كل ظهيرة ...
... و أنت ... تتجول ذاتك
صادقها و اصدقها الحقيقة
سر معها حيث المسير
بح لها أنك فيها الأسير
دللها ... و قبل نهاية الرصيف
جالسها أول مقهى
تذكر ... أنك لن تكون وحيدا
و لست الأول و لا الأخير
من يجالس فيها أطلالا
كانت يوما ظليلة
تضم كل أساطير العشيرة ...
... و أنت ... تتجول ذاتك
حاول أن تترفع ما استطعت
و كن فيها كسائح خفيف
كأنه زارها مدينة لمرات
و مرات عديدة ...
و لا تأخذ لها صورا
احترمها ... احترم فيها
كل أحلامها الأسيرة ...
... و أنت ... تتجول ذاتك
سايرها و لا تجادلها
و اخفض لها جناحك
و إياك أن تخاصمها
فمصالحتها لتظل بطول الحياة
قضيتك العسيرة ...
فمن خاصم ذاته
كمن خاصم عشيقة
بالكاد تعرفها ليلة عاصفة
و انتهت بغرق قمر
بحيرة الأحلام الكئيبة ...
... و أنت ... تتجول ذاتك
لا تنسى أن تذكرها
وصيتك الأخيرة ...
فلربما سقطت من أعلى الذاكرة
عار من دون هوية
فلا أحد يتعرفك إلا ذاتك
و لا أحد جدير
بما استودعته ذخيرة
فإياك أن تنسى وصيتك الأخيرة ...
مصطفى سليمان / المغرب.
Commentaires
Enregistrer un commentaire