قطاف المناصب..احمد علي صدقي/المغرب


قطاف المناصب:

بقرية تشتكي من ولاتها

وقف الزمان يتعجب من أمورها

ومما جنته كخيبة من قاداتها.

يوم القطاف دخلت خيمة من خيماتها

على حين غفلة من أهلها

رأيت من اتكأ على بطائنها،

ثعالب خرجت من أوجارها

تنبح عاليا رافعة من أصواتها

وقد حدت أطراف مخالبها

وأخفت غاياتها وسترت طول أنيابها.

اهتزت القرية وغلت بغليانها

واكتظت شوارع أحيائها 

بفرائس جاءت الثعالب لنبشها

حَدَّت الذئاب المخالب

وهيئت الخيمات والملاعب

لترقص فيها الذئاب مع الثعالب

الضيوف: اختلاط بين دجاج وأرانب

تراهم في وئام كأنهم حبائب

يفترسون خرفانا من أموال الضرائب.

ساردين أسرارا عن معارضيهم و غرائب

تساءلت و كالعادة لمثل هذا التساؤل

يصمت الصمت و يحبط التفاعل 

فالوقت مستثمر في استقطاب السرائب 

لنيل الأصوات و قطف المناصب

الناس في شغل تبرمج للمصائب

كنت لوحدي مشدوها أفكر في هذه المقالب

أصوات تباع بثمن بخس لأحزاب و مذاهب

ورنين الدراهم يملأ جوانب كل المآدب.

لوحدي أتعجب، أهكذا تغتصب المراتب؟

لماذا يصمت القانون ويغيب المراقب

حين يصعد فوق المنبر ذاك الكاذب

تصفق له أيادي الحاضر و الغائب  

يا من تشتكي بعد حين من لسعة عقارب

أو من جور مستبد أوناهب 

أنت من اتخذت من أعدائك أقارب

فلا تتعجب، فأفعالك هي العجائب.

أحمد علي صدقي/المغرب 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين