إذا لم أكتب بقلم سابرينا اشن

إذا لم أكتب 

فلا محالة ميتة سأكون 

جثتة هامدة غارقة سأكون 

تلاطمني هاته و تلك المشاعر الصامتة 

كأن أتلاشى في لمح دهور 

مثل ذكرى بحر بقايا رمل وبعض صخور 

أتصحر ومن دون ماء لن تكون حياتي

قصة .... صحيح بقدر ما استطعت

أن آخذ إليك (منك) موهبتي 

تائهة فرحة ... و لا ضجر حيث تكون

لحظات هي من السعادة 

و خسوفًا عندما لا تكون 

علامات الآخرة لا تستتأذن 

أكتب على عجل كأن حياتي ما كانت

يعيدني شريطها على مضض 

أسابق الزمن وتحت صافرات سيارات الإسعاف أكتب بل كتبت بفطرة البقاء 

كتبت لأتماسك و نفسي .... لأعيش

أكتب لأجلي ، لأجلهم دعما للحياة 

وللكثير منهم على شاكلتي 

يسكنون مشاعري و كل أشعاري 

يتهيأ لي أني لم أعد كما كنت 

لم أعد أكتب .... أأكتب لنفسي أنا

أم لهم ... أأسلم كياني لرسائلي.........! 

لاجدوى الكتابة تمزقني 

كتابة بلا روح .... مجرد تواجد 

حياة مجبولة للتقاعد 

أنا لا أكتب فقط لأنسى نفسي

أحيانًا بل كثيرا أكتب حتى لا ينسوني 

أبدًا حتى لا ينكروا ذكرى .... محطات 

استشهاد الفرسان الشجعان 

فجأة .... رحلوا فقط بتذكرة ذهاب 

أكتب للبراكين التي منحتني نبلا 

حبر الحمم و دفأت نثرياتي 

أهدهد نومها .... أوسدها حنين سلامي

أكثم بداخلي حروفي المتمردة 

أروضها سهاد ليلي كي لا تنفجر

ومن محنة نيران شوقى 

أستعطفها أن تلمس غيري

لست مذنبة إن بحت لكل آلامي 

التي ترافقني ... كأن أتحمل الكتمان 

وعلى دروب الوجع أواصل الكتابة 

أكتب ومن كتاباتي أصنع موسيقاي

لتهتز الحياة وتهتز المحبة كل القلوب الممزقة

أكتب للعاشقين

للمساكين

للمحرومين

للمظلومين 

للراحلين عن عجل ولكل من رحلوا 

أكتب للحقيقة .... عن الحقيقة

حتى إذا اغتالوا حرفي وقبل قلمي 

تموت القصيدة وتموت حروفي شهيدة 

أتخيلني إن لم أكن بدون كلمات 

ماذا وكيف سأكون 

فحتما قعيدة على مقعد الكآبة

يجلس شعري كئيبا 

بين هول المطب ... السندان والمطرقة........! 

كان علي لزاما أن أشحذ ريشتي 

أحرسها ، أحميها وأحضنها للأبد 

ما كان علي أن أضيعها في لحظة شك

كان علي أن أؤمن كون الضباب سراب 

وأن أطلق عنان نثري يعدو اتجاه حظي 

أن أجعل المرارة مهادنة تغني لي وتراقصني 

.... أكتب ، أصرخ ، أعلنها ثورة الحروف 

وأنشرها صداها الملأ 

رغم أني أعيش في الليس منه بد 

لدي كل الخيار الحق 

لأن أكتب ، لأصرخ حتى مطلع السلام......... 

أكتب .... و كلما ملت الملاحم تشدني 

ترتعش يراعي كلما هب نسيم البطولات 

صدى الأصوات التي تطهر الروح 

صلب زمن استفشت فرسانه الكهولة 

آه منك يا لساني

تنزف وحبرك رضابي الأسود 

لون مناخ مذكراتي الرمادية.......... 

استمتعوا بكل تلك الأصوات 

التي إليكم أوصلتني 

قريبة منكم لا تبعد يد صراخاتي

أعلم أن سماء الحروف غائمة 

لن تعلن إلا عن ليل مبكر 

لكن من يقوى على حجب شمس 

إن تشكلت خلسة في كلمة.........! 

من هنا و الآن .... إلى هنالك 

إذا تلاشت كلماتي فجأة كلمة كلمة 

ذلك لأن أفرشة القلب هشة 

لن تليق بفصل مبلل حجم الانتكاسة 

وحروفي لا تتقن فن السباحة 

اخترت لأعياد الحروف أجمل ريشة 

لتتمكن أسئلتي الاجابة بكل سلاسة 

فأنا ما زلت على عهدي ووعدي 

ما غيرت ثوابتي ولا خنت مبادئي 

قراري أن أظل أكتب 

من دون كتابة تعيش حروفي بكماء 

فلأكتب .... لا خيار لي 

قلمي صرخة صدري 

بكل أنشودات البراري 

أعلنها ثورة من أعماق قلبي 

أن اطلقوا سراح كلماتي..........!

سابرينا اشن


❤️ 

Commentaires

  1. راااائعة انت و ما خط القلم من جمال الروح يعطينا الأمل
    تحياتي لجمال العبارات و سحر الكلمات
    دمت بإبداع

    RépondreSupprimer

Enregistrer un commentaire

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين