قراءة تحليلية لقصيدة الشاعرة المحترمة الدكتورة : ### Sa Brina ### بعنوان: #...هو بكل الحنان... # قراءة : ذ/ العربي إزعبل. المغرب

قراءة تحليلية لقصيدة الشاعرة المحترمة الدكتورة : 

       ### Sa Brina ###

بعنوان: #...هو بكل الحنان... #

قراءة : ذ/ العربي إزعبل


المغرب .


دكتورة في الطب ، وتعيش في المهجر ،،، وتتقن لغات متعددة .... و لها منتدى أدبي تديره ...... ومطلعة لاشك على مدارس شعرية و أدبية أوروبية .... تنفرد بأسلوب عربي أصيل متأصل ؛ خاصة في الشكل الفني للقصيدة النثرية الحديثة .... !!!


هنا أقف وقفة تقدير و احترام لأديبة عربية استطاعت الوقوف أمام كل إغراءات الغرب للتمسك بالجذور و تسبح في عالم الحرف و النبض الراقي الهادف .... 


عنوان القصيدة : ( ...هو بكل الحنان...) 

يحمل بين طياته انزياحات و قراءات متعددة للقارئ المتسرع ، عنوان مسبوق بنقط بوح مقطوع أي أنه تتمة لهمهمة من الأعماق لا تريد الإفصاح عنها لأنها نابعة من أعماق أعماق القلب و الوجدان و الفؤاد ، لا تعبر عنه الكلمات رغم بلاغة و قدرة القائل على ذلك !! 

لتاتي كلمة أخرى بعدها وهي ( كل) و هنا دلالة على الشمولية و التفويض الكلي لما ينبع من عمق النفس و القلب من إحساس للقلم ليعبر عن مكنون الذات !!! 

و تواصل بكلمة ( الحنان...) معرفة متنوعة بنقط استرسال بوح مخفي مستور .....!!! هل هو الخوف ؟ أو الحذر أو الشك في القدرة على إبراز كل ما يدور و مكامن النفس و القلب والوجدان؟؟! 


صياغة عنوان أي نص/ نثرا أو شعرا أو حتى على غلاف رسالة يستوجب التركيز و الحذر حتى لا نخطئ ونضطر إلى إعادة العمل !!!

فالعنوان أساسي لأنه مفتاح النص و غيره و أهميته تكمن في قدرته على " الجزالة" في رفع الحجب عن مضمون النص ومعناه والغرض الشعري منه. 


و في ذكاء ملفت و حرفي ومهني ، تأتي مباشرة بالسطر الأول ومطلع القصيدة ليفك عقدة مضمون النص قائلة :

   كلما قلت : أحبك يا نبضي

   أجدني متخشبة

  وكل خلاياي تبكي .

بيت القصيد ، و واسطة عقد النص و " مفتاح " المغلق منه ... جاءت به الشاعرة الموهوبة ... القن السحري و سر القصيدة هو : كلمة( نبضي) و سنقف مليا حولها للتشريح و التفصيل من خلال ما جاء في النص الشعري ككل من استهلاله إلى قفله وختامه.

هل يتوقع من يعرف الأستاذة الدكتورة في الطب أن يسمع منها ( تعريفا مفصلا عن معنى ومفهوم الشعر ؟؟؟!) 

     هذا هو مضمون النص ؛ و ليس غزلا و لا وصفا لحادثة إنسانية بل غوص في ( النقد الأدبي !!!) من عاشقة للشعر العربي بكل جوارحها و بمهومه الكامل في نظرها و في فكرها ..... أو لم تقل : هو بكل حنان ..؟؟! هو وصف لحالة الشاعر حين يأتيه الإلهام في طبق ذهبي جاء به شيطان الشعر إليه محتفيا !!! فيجد الشاعر بين أشغال و اهتمامات الحياة الكثيرة والمتنوعة ؛ فيجد نفسه بين المطرقة والسندان ..!!! وبذلك عبرت الشاعرة قائلة :

      كلما قلت ( للشعر) أحبك

أجدني متخشبة ...

وكل خلاياي تبكي.....

فالشعر فعلا معاناة ؛ ليس طرفا و لا لهوا و لا بضاعة نشتغل بها لتمضية الوقت الميت من حياتنا ؛ رغم أنه لا وقت مستقطع من الحياة على اعتبارها وحدة متكاملة لا تقبل التقسيم و التقسيط بل تتطلب التنظيم و الاستغلال على الوجه المحقق لشرط الحياة ! 

و لو واصلنا القراءة بإمعان ؛ قراءة شعرية لتوقفنا على شروط جودة ( البوح الشعري) لذى غالبية النقاد والمختصين و أساتذة أكاديميين عن معنى ومفهوم ( الشعر) الحقيقي : ... و بهذا الصدد أوردت الشاعرة عناصر جودة ( الشعر) قائلة :

أبكي معها عمرا

بكل الحياة التي أثثتني( من الأثاث)

آلمتني، عذبتني، مزقتني....

وبكل الأمنيات التي خانتني

استنزفت أحلامي واستنزفتني...

أبكي ...يا نبض قلبي....ومازلت

أبكي ما تبقى مني ....

ولولاك ما أكملت مسيرتي..

ولا أنا من جديد ....انتعشت!!!  

أي جمال تعبير شاعري أرق و أجمع و أعمق من هذا التعريف الراقي المتألق لمفهوم ( الشعر) لذى أديبتنا الدكتورة : Sa Brina المحترمة ؟؟ 

كل العناصر أعلاه هي عناصر تدخل في وصف علاقة و حالة أي شاعر يريد أن يكون ( شاعرا) !! فالشعر هو تعبير عما في القلب و الروح و الوجدان ؛ و به يستعيد الشاعر نبض الحياة و هو رئتيه التي يتنفس بهما ... و هو الصدق في القول و الصدق في البوح و الصدق في إيصال ما في أعماق البئر إلى المتعطش. 

   و لو واصلنا القراءة لاستوقفنا حسن الختام ... قفل القصيدة .... و هي تقول في إبداع راق :

أبكي فرحا....أن أضيعك.. 

أبكي شوقا.....أن أضيع فيك

أتخياني أعيش من دونك مستحيل ؟

أتخيلني أتنفس غير نفسك ( يا نبض) مستحيل !!؟

          أعشقك ( يا شعر !)

هذه هي قصيدة الدكتورة و الطبيبة الأديبة الشاعرة المميزة في تعريفها لماهية الشعر و معناه و الغرض منه لدى هذه الفنانة المبدعة المحترمة....

تحياتي و تقديري و احترامي مع كل التهاني و التبريكات لهذا المستوى الفني المميز .


عمل الأديبة الشاعرة سفيرة سلامنا دكتورتنا المتفانية طبيبتنا الرحيمة السيدة :

#سابربنا_اشن


... هو بكل الحنان ... 


كلما قلت أحبك يا نبضي 

أجدني متخشبة 

و كل خلاياي تبكي

أبكي معها عمرا 

بكل الحياة التي أثثتني 

آلمتني ، عذبتني ، مزقتني 

و بكل الأمنيات التي خانتني 

استنزفت أحلامي و استنزفتني 

أبكي يا نبض قلبي و ما زلت 

أبكي ما تبقى مني 

و لولاك ما أكملت مسيرتي 

و لا أنا من جديد انتعشت 

و لا أنا من رماد سهادي انبعثت 

يا نَفَسي المتجدد .... يا علة تواجدي 

أين كنت يا مهجة القلب

يا هبة القدير على قدري 

يا رحمة الرحيم لعذاباتي..........!؟


كلما قلت أحبك يا نبضي

أجدني خجلة نفسي

أخجل منها كلمة ( أحبك ) لا تكفيني 

فكيف تكفيك حق عظمة حبك

( في الحب ) قلتُ : أحَبَّنِي

و ما أحبني أحد كما أحببتني 

كلما سعادة جعتُ .... رغيف هنائك تمدني

فكيف و كرم نبلك يغمرني 

أعاتبني دوام السكينة عيشي

فكيف تتخلى يا نبضي سعادتك

و قبلُ ...... أن تهديني كل حياتك........!؟

كلما هتفتَ همسا : ( أعشقكِ ) 

خرت قواي 

و بكل روحي إلى شفتيك ملتُ 

أذوب في نبيذ الشفتين 

و أقر ..... مثله نبيذ ما ذقتُ

يهدهدني ، يسكرني ، يرفعني

و أعلى ما في العشق أهداني......... 


اليوم و كلما قلت أحبك يا نبضي 

أشكر القدير أن وهبك 

و على صقيع فصولي 

هبة الدفء اجتباك 

عشت يا بلسم الروح ..... عشتَ 

و لا عدمت منك يا أنتَ 

فما أبهى وجودك و ما أبهاك 

أتخيلني فراشة بيضاء 

كلما نظرت صلب عينك 

يأخذني بريق أمانك 

يربعني ملكة عرش حضنك 

أبكي فرحا ..... أن أضيعك 

أبكي شوقا ..... أن أضيع فيك 

أتخيلني أعيش من دونك مستـحـيل 

أتخيلني أتنفس غير نَفَسك مستحيل.........!؟

..... أعشقك .....

Sa Brina 💞 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين