إليك.... صدقي المرض... بقلم Sa Brina

.... صديقي المرض .... 


هادنته .... جعلت منه صديقا 

أبدا .... لن يكون لكم عدوا ........ 

نحن كرمشة عين وجوه الأصباح 

كابتسامة تعلو الأفق 

لتمضي سريعة وبكل سلاسة ........ 

على هذه الحياة 

نحن (لا شيء) أيها السادة 

خفافا نحن من هديل همسة 

تأتينا من رفرفة فراشة 

.... و من تثاؤب نسمة 

يأخذها الحلم نومة في رمشة 

نحن مجرد مشروع أيها السادة 

مجهول الربح كما الخسارة 

.... ففي فردانيتنا وعلى كثرتنا نحن قلة

فصديقي المرض خاطبني هذا الصباح 

.... أن المخاض كان طويلا .... ثقيلا 

أني ولدت عند الفجر (عمدا) 

ونزول قطرات الندى 

على جنان المحبة 

أزهرتُ شجرةً من السعادة ......... 

صلب معاني الحب الكبير 

وأشعة الشمس الدافئة 

غَلَّقتُ نفسي داخل نفسي 

لامست لون الظلام 

واستنشقت حفيف الليل 

لم يكن يا صديقي بذوق الفحم 

وأنا الواثقة من خطوات عزيمتي 

نسيتَ يا صديقى .... نسيتَ 

أني جسد يخط لياليه وجه السهاد 

استأنس ضروب الألم 

متجدد كلما نادى عليه الألق 

أجدني الكلمات، القرطاس والقلم ......... 

استيقظت بيومي على ذاك اليوم 

قفزت من سرير العمر 

إلى ملامح وجه لا يشبه وجهي 

وجه صدمته تجاعيد فظاعة الألم ......... 

نعم يا سادة .... نعم 

فصديقي المرض ترصدني 

أصر أن يرافقني بكل العذاب 

أن يرفع عني حجب المقاومة 

أن يدفع بي حافة الانسحاب 

وجدني .... ووجدتني بروح 

لم أكن اعرفها ولا أنا بها الأعلم .......... 

جميلة وقوية .... ارتفاع المعنويات 

كانت الأجمل وأنا المقبلة مشيئة القدر 

على حديقة مرت بُعَيْدَ الخريف 

أعد خطواتي المتساقطة و الأوراق الذابلة 

انتهاء العد لأجدني وحيدة وجه العزم 

.... ففي فردانيتنا وعلى كثرتنا نحن قلة 

سواء علمنا _ بها _ أم لم نعلم .......... 

تجرأ هذه المرة ... تجرأ صديقي المرض 

أنني سأنحني لأسقط ثم لأرحل 

ولن يترك لي أثرا ولا أحد سيعلم 

كلمتني نفسي صلب طول نَفَسِي 

مبتسمة متفائلة وجه المرض 

أني ما خلقت لأنحني لأحد 

راكعة ساجدة للواحد الأحد 

مانح الحياة لمن أحب 

أكانت بقصرها أو بطول الأمد 

سأعيش يا صديقي المرض .... سأعيش 

فعلا .... لقد نزعت عني كساء عافيتي 

وما رحمت قلبا 

بريئا 

واهيا 

نحيلا 

مشلولا 

متألما 

يقاسي وحده ضربات حبات البَرَد 

و على طاولة غرفة الحسم 

نمتُ نومتي الهادئة 

ظننتَها يا صديقي المرض أنها الأخيرة 

بالله عليك أيها المشاكس قدري 

هل من تضرع للقدير 

وحمله بساط الرضا 

ودثره غيوم الرحمة 

هل من حصنته أدعية الأحبة 

هل من صادف بسمة أمل 

مشرقة صادقة ثنايا الظلمة 

من قلب آمن أني عائدة وبكل القوة 

أيهتم لاحباطك، لألاعيبك القذرة ........! 

هزمتك يا صديقي المرض .... هزمتك 

لم يكن حلما، لم يكن كابوسا كما قيل 

هي تجربة حياة من موت 

هي قصة عذاب بكل فصول الانبعاث 

رافَقْتَني فيها من البدايات للنهايات 

ستحاسب يا صديقي المرض ... ستحاسب 

كان الله في عون المرضى 

وأنت يا صديقي بكل القساوة لا ترحم 

لا .... ولا عني ستفهم 

أنه مجرد ابتلاء 

طهارة ورحمة من الرحيم الأرحم ......... 

غدا .... لن يكون لي معك من موعد

يكفي أني صرت أعرفك 

رأيتك كما لم يراك أحد 

روحا شريرة من دون جسد 


كن صديقي فقط 

كن صديقا لي .... إن شئت .... للأبد 

لكن لا تلمس من غيري أحد .......... 

Sa Rina 💞 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين