الموت بعدك أرحم ………………………… قصيدة الموتُ بعدكَ أَرحمُ بقلم رعد الأغا ……

حين يضع الشهيد عطر دمه في حضن أمه

ويستودع آخر أنفاسه في شهقة فزعها

فأن لسان حالها يقول

الموت بعدك أرحم

………………………… 

قصيدة الموتُ بعدكَ أَرحمُ

بقلم رعد الأغا 

……


……………… 

فَجَعْتِ القلبَ يارؤيا المنامِ

وأَنْزَلْتِ المنيّةَ في حسامِ


وعزرائيلُ إنْ يسطو علينا

فلا يُرْفِق بشيخٍ أو غُلامِ


أَلا ياموت لا عِوَضاً لأبني

ولو نالتْ يدي مُلكَ الشآمِ


ولكنْ ما يُهَوّنَ لي مصابي

بأنهُ والقتال على احتدامِ


أتى بالفخرِ من خِضَمِ الرزايا

وعادَ بميتةِ الفرسانِ دامي


بغفلةِ مقلةٍ فارقتَ حُضني

وبَعدُكَ طاب لي سجعَ الحمامِ


وكانت كلّما أغمضتُ جفني

تراءَتْ لي ملامحهُ أمامي


فأَهْرَعُ واليدين عليه طوقاً

كقابضةٍ على ظلِّ الغُمامِ


تقَضّى وَهْوَ في عمرِ الزهورِ

وماانشقّتْ ورودهُ عن كِمامِ


يصيرُ الوردُ إثراً بعد عينِ

أَلَيْسَتْ ذاك بالأمرِ الحرامِ


بديعُ الوجهِ لم أَرَهُ بديعاً

ولا ذاك الجمالُ من القوامِ


ويندثرُ التورّدَ في الخدودِ

ونزفَ ضياه يخبو في الركامِ


وحسبي عند ربِّ العرشِ يلقى

ضفافَ الكوثر طيب المقامِ


رجوتُكَ ياحسام ولم تُطِعْني

تُغافِلُني ولم تسمع كلامي


وَسِرتَ حثيث خطوٍ والمنايا

وراءكَ تقتفي بلظى السهامِ


كتوديعٍ لمُعتزمٍ رحيلِ

جريءٌ غير هيّابٍ هُمامِ


ركِبْتَ مطيّةَ الأخطار ساعٍ

وقلبُكَ مستريحٌ للختامِ


وقلبُكَ غافلٌ وعليك نطّتْ

لتنشُبَ في أظافرِ من رخامِ


تَقَتّلَ وَهْوَ رطبُ العودِ غضٌّ

وعادَ شهيدُ غدرٍ وانتقامِ


قويُّ شكيمةٍ شهمٍ غيورِ

وغير مباليٍ عند المَهامِ


فتىً مامِنْ مثيلٍ أو شبيهٍ

لهُ مابينَ أبناءِ الأنامِ


ثَكَلْتُكَ يابُنَي وشُقَّ صدري

بفقدِ أبيكَ من شهرٍ وعامِ


وكنتُ اليومُ أَشْعَلْتُ الشموعا

بَلَغْتَ اثنا عشر حدّ التمامِ


غُصَيْناً كنتَ ملتفّاً بغصنِ

شَبَكْتَ يداكَ في جيدي وهامي


ويفطمني الزمانُ من التلاقي

فكيفَ الصبر في حُرَقِ الفطامِ


نأيتَ وعاصفُ الأرواحِ يُطفي

فتيلَ ذُبالتي وسطَ الظلامِ


فياربّي وعفوُكَ ياقديراً

أَما قدرٌ على القدرِ المُقامِ


وكنتُ أشمُّ من كَبَدي احتراقاً

إليكَ من اللظى حرّ السلامِ

……………………… 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين