الولادة من الخاصرة.. بقلم سابرينا

.... الولادة من الخاصرة....


... من على سريري .... كان قلبي ينبض متوازيا مع نبض قلبك .... كنت أتتبع صدى أحلامك وأحلم معك .... ورغم كل شيء كنت في انتظارك ويقني أني سأحضنك .... 


(اتابع وجسدي مرهقااا... سقط ريان الطفلي بطريق الخطأ بعد ظهر يوم الثلاثاء في بئر جاف يبلغ عمقه 32 مترا .... كان ضيقا ويصعب الوصول إليه.

أثار مصير ريان تعاطفًا وتضامنًا هائلين على وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم .... 

لقد نقل رجال الإنقاذ جبلاً من الأتربة الزلقة والصخور الغير الآمنة لإنقاذ حياة ريان الصغير ، كنت آمل ألا تكون جهودهم)


كذلك ، همست .... 


تحدثت بصوت خفيض صغيري حتى لا أخيفك .... 

"تمسك يا ريان الصغير ، تمسك يا بطلي ، تمسك من فضلك " : هكذا توسلتك أن تقاوم....

لا تألمني اكثر.. تمسك ستاتي و تنجو وارتاح انااا.... 


(لا تزال الإثارة حول الحادث قوية للغاية لدرجة أنني "كنت أنتظر بفارغ الصبر اللحظة التي سأقرأ فيها رسالة تقول إن ريان في أحضان والديه" ، كما كنت و كم كنت أتمنى ".... لكن للأسف ....) 


ريان .... يا بطلي حملتك إلى سريري رغم مرضي .... لم أعد أتضرع من أجل نفسي ولأجل الناس .... اعتذرت من نفسي و من الباقي وصرت أتضرع القدير لأجلك ، أيها الملاك الصغير الراعي حملانك والحارس الملاك على جبلك. 


آه يا عود الأرك .... اختارك الله من دون الأطفال لتكون الملاك .... اختارك رسولا ملائكيا لأعظم مهمة فما أعظم حظك : 

“ من أجل إطفاء لهيب الكراهية الذي ينمو خفية ثنايا القلوب “ 


لقد سقطت كما يعلم الجميع وأنا رأيتك قفزت من جبل إلى جبل مرتفعا بنبلك من أجل التقريب بين عامة الناس .... بل كل البشرية والسمو بها إلى درجة الانسانية متوحدة. 


علمهتم ما هو السلام الإنساني والصفاء الروحي .... لقد تمكنت من إرسال بريد إلكتروني إلينا جميعا .... كُتٍبَ بأناملك الصغيرة البريئة .... كتب في صمت .... رغم ما كان يعج من ضجيج .... 


ريان يا كبدي .... لم تكن في حفرة أو بئر ، كنت في بطن الجبل بل في رحم الجبل وفي وضعية الجنين .... فكان المخاض أليما والولادة صعبة موجعة .... حيث كان الجميع ينتظرون :

” ولادتك الجديدة “ 


ومن صلب هذا الرحم كُتِب لك أنك لم تأت إلى هذا العالم .... عالمنا .... كان ذلك لربما أفضل بكثير ، لن تضطر لرؤية كل ما تخفيه قساوتنا البشرية .... لقد فتح الله لك أبواب الجنة داخلا إياها بكل رضاه .... حيث يحسدك الجميع .... 


.... وأنت في نومتك الأخيرة يا ملاكي الصغير .... نائم يا مهجتي .... رجاء تقبلني حضنا يحضنك وأما لن تنسى كبدها ... مدى الحياة .... تتضرع القدير .... ليل نهار أن لا تغيب عنها روحك. 


شكرا لك ريان .... شكرا إذ وحدتنا إنسانيا .... نحن سكان هذا العالم في خمسة أيام .... شكرا لك بطلي .... شكرا لك يا مهجة قل


بي. 

- أمك : سا برينا. 

Sa Brina 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين