قراءة تحليلية لقصيدة الشاعرة والأديبة الكبيرة، الطبيبة : الدكتورة سابرينا أشن الجزائر بعنوان : عيدك في الجنة ...! قراءة : العربي إزعبل / المغرب.

قراءة تحليلية لقصيدة الشاعرة والأديبة الكبيرة، الطبيبة :

## الدكتورة سابرينا أشن ##

بعنوان : ## عيدك في الجنة ...! #

قراءة : larbi Izaabel 

احتدم النقاش وتنوعت الدراسات الأدبية والنقدية خاصة، بين من يدعو إلى الاقتصار في دراسة أي نص على المتن دون الإلتفات إلى صاحبه ، وابراز ما به من مكامن الجمال والقوة والابداع الفني ، سواء على مستوى السردي النثري أو على مستوى النص الشعري بكل أنواع النظم المعروفة إلى اليوم ؛ وتعددت المدارس وتنظيراتها ورؤاها حسب اديولوجيتها أو قناعاته الفكرية ..ومنها من يرى أنه من الظلم والتعسف عدم دراسة ولو ( سيرة ذاتية للأديب المعني نصه بالنقد والتحليل ) ما دام كل نص أدبي يميزه أسلوب صاحبه ، وهذا الأسلوب في التعبير والبوح ، لا يمكن أن يتجاوزه الأديب لأسباب متعددة منها : تكوينه النفسي والفكري والعاطفي والوجداني والروحي بل والتجارب المكتسبة بل حتى جنسه النوعي وميولاته وثقافة الأمة أو البلد الذي ينتمي إليه، خاصة وأن أي نص : شعرا أو نثرا ؛ قصيدة أو رواية ؛ قصة أو مسرحية ....الخ لابد من مرسل ومرسل إليه؛ فالنص أو أي أبداع لا بد أن يكون المخاطب معني به ، يهمه، يعالج مشكلة أو حالة يريد لها حلا ممن سبقوه إلى هذا الوجود فالنص كما يقال ( sibler ) أي موجه بكيفية أو أخرى.

هنا نصل إلى عنوان نص الدكتورة الشاعرة / الإنسان: سابرينا اشن !!

وهنا مربط الفرس والغاية من التوطئة اعلاه ..( عيدك في الجنة...!) عيد : للفرح ، للسرور ، للبهجة وتغيير روتين الحياة ولو موقتا ، الجنة : تستبطن ما قبل الوصول إلى الجنة : حياة ...تجربة ، طفولة ...انتقال من مكان لمكان ، تراتبية اجتماعية ، وأعني بها : من حياة مألوفة في البلد الأصل : عادات تقاليد لغة نمط العيش والتعايش بين أهل البلد ، ربما أضيف هنا المعتقدات الدينية و أخرى عرفية ( كالشعودة أو الاعتقاد بالتطاير والعين والحسد .....الخ) ....كلمتان تختلفان في الحقل المعجمي : فالأولى للدنيا ( عيد) والثانية للحياة الثانية في حقل ( الايمان بالغيب) قال تعالى ( والذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة....) 

نقف على أول سطر من القصيدة :

تقول الشاعرة : د/ سابرينا أشن :

            أقولها لكل عابر حياة !

        ضاقت به الأشجان بما حملت.

هنا نطرح السؤال الآتي ؛ من يوجه من عادة؟؟ إما كبير سنا لصغير سنا ، 

أو من ذي تجربة في الميدان إلى المتعلم المبتدئ سلم الحياة !! ومعنى هذا أن الشاعرة : سابرينا أشن راكمت تجربة إنسانية ، وتريد أن يستفيد الآخرون من تجربتها ...أي نقل معارف و تجارب من موجه مرشد لمتعلم / مبتدئ ...

وحينما نعدد كلمة ( أقولها) على طول القصيدة نجد عددها عشر كلمات بالتمام والكمال !! وواحدة تفهم من خلال سياق الكلام وهي التي يمكن تقديرها في : العنوان ، أقولها : عيدك في الجنة ....! 

قد يتساءل سائل : ماذا قالت الشاعرة للمخاطب / المرسل اليه ؟؟

هل المخاطب هنا واحد أم هناك اختلاف وتنوع في أصناف المخاطبين من طرف الشاعرة ؟؟!

مالرسالة ؟ ما فحواها؟ وما "سبب النزول" ؟ كما يقول الفقهاء . كل ذلك آت رغم صعوبة النص تحليلا لغناه الدلالي ولتنوع المجالات التي خاضت فيها الشاعرة المثقفة / وذات تجربة حياتية رغم صغر سنها ...وأعتقد أن تجربة ( الغربة) فعلت فعلتها في هذا النص وهذا ما نستشفه من خلال النفس الشعري وما بين سطور النص : لأنها تتحدث عن مواقف إنسانية و اجتماعية ليست موجودة نسبيا في مجتمعها الجديد الذي ادمجت فيه ربما لغاية إنسانية عالمية سامية ( الطب) ! هذا العلم الذي يوصل صاحبه تلقائيا و بالملموس وبعلم دقيق إلى معرفة ( الله) الخالق المبدع ، ولذلك جاء عنوان النص كما قلت سابقا ..

لست هنا فقط لأعطي مدلولات من نص الشاعرة عن تجربتها الحياتية الغنية بل لنقف على حبكة النص أيضا وفنية الصورة الشعرية والتركيز على الموسيقى الداخلية للنص التي نستشف منها : قوة الحجة والقناعة ويتجلى ذلك في تكرار محمود في احد عشر مكانا في النص للفظة : ( أقولها.....) فهذا التكرار للتأكيد ...و الجزم ...واليقين .واختلاف المخاطبين يبرز الإلمام التام بحقيقة كل فئة على حدة : فهي توجه كلامها وتوجيهها إلى كل حي عاقل...وليس لجماد ولا لحيوان !! لكل من ضاقت به الحياة شجنا وحزنا وأسى أو مرضا أو ابتلاء ...

.لفقير باع أثاث وجدانه

ليفرح أكباده

وما اسعفه القدر 

لكل الأموات الأحياء ( الطباق بلاغة)

إلى من لم يتلقوا عناء اسعافهم.

أقولها لمن لا ظلال لهم 

أقولها لكل حالم ينتظر أن يتوحد

اللسان ، الصليب، الهلال ....وكلها كنايات عن ( وحدة الأديان)

إلى أن تقول الشاعرة : 

أقولها لمن مات فداء للأوطان

عاش شريفا ومات شهيدا 

رموا بقبره حافة النسيان ...!!!

   من هنا يتضح ؛ مدى ثقافة الدكتورة سابرينا أشن ، وأسلوبها في إيصال مضمون اشاراتها لمن يرى ويحس ويشعر ويتأمل في جدوى هذه الحياة إن لم يكن الفرد واعيا بمصيره المحتوم ؛ فهي تدعو هنا إلى فعل الخير وأن الدين المعاملات وأن لكل إنسان جزاء ...وأن العيد الحقيقي هو يوم يلقى الفرد ربه (و جاء بقلب سليم ) .....

تحياتي وتقديري الدكتورة سابرينا أشن المحترمة ....ابدعتم ...أرجو المعذرة إن كان نقص في هذه القراءة السريعة لقصيدتكم ....تحياتي والود وكل الدعاء .

عيدك في الجنة......!


النص :


أقولها لكل عابر حياة

ضاقت به الأشجان بما حملت

لفقير باع أثاث وجدانه


ليفرح أكباده

و ما أسعفه القدر ... 

أقولها لكل الأموات الأحياء

من لم يتلقوا عناء الالتفات إسعافهم 

و لا من فكر دفن ارتياحهم 

أقولها لمن لا ظلال لهم

إلا إذا أتى الشتاء 

و عرى الغنى عن تعففهم 

كأن يمسسهم حظ من المطر 

و تنفضح معه مهزلة الظلال ... 

أقولها لكل حالم ظل حياة ينتظر

أن يتوحد اللسان ، الصليب و الهلال 

أقولها لكل غاشم اجتاح أوطانا

شرد الأسر و دمر الرحمة عطف القدر ... 

أقولها لمن يظن أو لم يظن 

كون اجتياح الكبائر من الأحلام 

مجرد ذنب ... سهيل أن يغتفر ...

أقولها لمن مسح دموع يتيم

و وفر له طقوس العيد كأقرانه

يعتبر الحياة مجرد نشيد الفرح 

قبل أن يباغته موعد السفر ...

أقولها لمن يباركنا الأمنيات

يعيش لأجلنا رغم آلامه

مترفعا عن جميع حقوقه

لا ينام حتى يهدهد فينا القلوب 

يحمل بطارية قلبه بين يديه

ما توقف عنها إشعار الحذر 

و اللون ... لون الخطر الأحمر ...

أقولها لمن مات فداء للأوطان

أمنيته أن يزرع السلم كل وجدان

عاش شر


يفا و مات شهيدا

رموا بقبره حافة النسيان ...

.... سابرينا ...... 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين