””” ... أن يحلم الحلم “““بقلم الأديب الشاعر المتمكن مصطفى سليمان / المغرب

 ””” ... أن يحلم الحلم “““



خجلا يتثاءب الحلم

... عمق الإغفاءة 

سهوا عين السهاد

كطفل ... يظن 

... لا أحد يراه 

يُغمض ... للانفلات 

كي لا تصله خيوط الصباح 

بلذيذ النومة ... ذوق العسل 

يتعمد الغوص 

مداعبا خلايا الكسل 

يبتعد و مسمعه 

بعيدا ... بُعد السبات 

يخفي نَفَسَه جوف الصمت 

ينصت عمقه 

ليتأكد أخيرا ... أنها مرت 

... أشباح اليقظات ... 


فرحا يعود الحلم حلمه 

... أن لحاف الاستعطاف 

لم يشاكس الشريط 

... أن المشاهد بثقل الوجع 

و رغم تمرد الشخوص 

... لم تتغير 

سقطت الأقنعة عن الأقنعة 

... لا غير 

و أن الأحداث استرخت 

امتدت ... لم تنط فزعة 

ظلت و دفء الالتفاف 

... أن سياج اللحظة 

يقبع وفيا ... صامدا 

ليكمل الحلم ... كامل حلمه 

... أن ما جال هنا و الآن 

أضغاث ... هي فقط 

... وهم اللقطات ... 


يتذكر الحلم 

... بكامل الوعي 

أنه في الحلم 

لا مجال للمزايدات 

... أن الحلم 

بداية البدايات ... النهايات 

حرا ... طليقا مرفوع القلم 

لا يتقيد أبدا و الأحكام 

... أن الحلم ... يُكتب 

متى استكان الكلم 

... و لا ... لا يتكلم 

لصمت الأزمة تولَّد 

وفاء ... نَسْج الحكايات 

يراقب صمت الكون 

... و إن تأكد ... وزع نبله 

تساويا ... مَلَكة الإبداع 

... لكل المتوعكين 

طريحي المخيلة 

... عشاق الكلمات ... 


... إلى أن يتعب 

يظل الحلم كما هو ... حليما 

متصالحا و أحلامه 

يُطَمئن مشاتل الليل 

لتغفوَ ملء الأجفان 

... أن الصبح سيطل مهادنا 

و أن العصافير الصديقة 

لم تعد تخشى الخفافيش 

تعلمت كيف تدخل الحلم 

و كيف فيه تتعايش 

... كيف ترسم البسمة 

و كيف تنفض الرفوف العتيقة 

غبار النسيان 

لتصدح أنشودة الحقيقة 

... كيف تنصت الطبيعة 

عزف رفرفة الوجدان  

و كيف تعشق الأصباح النافرة 

... وداعة الأمسيات ... 


و خجلا يتثاءب الحلم 

... للمرة الما بعد ... المرات 

يعلم ... أن في الحلم 

... و كيفما كان 

التاريخ يمهل فقط 

لكي ... لا يهمل 

... أنه حضن الحقيقة 

كلما استأسد الباطل 

... يرفع عنه لحاف الليل 

لينبعث متسللا غمض التردد 

... رؤوس أصابع الصمت 

ينجلي واثقا 

... أن الحقيقة تظل وفية 

يقظة الصبح 

ترمي عمش الانكماشة 

لانتعاش الصحوة الأبدية   

... أن الصبح وفي ... وفاءه 

و الليل فيه الأوفى 

... أن الحلم قابع كما هو 

لا يتغير ... يظل كما أتى 

... حبكة المحكيات ... 



مصطفى سليمان / المغرب.

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين