قراءة تحليلية موجزة عن ( ق ق ج ) للأديبة السورية "جوليا علي" · القصة "

قراءة تحليلية موجزة عن ( ق ق ج ) للأديبة السورية "جوليا علي"

 · 

القصة "


(( ضاقت ذرعا بنحيبهم الأصم؛ شقت جثتها الكفن، نفضت عنها وجوه المشيعين..قرأت على أرواحهم بعض ما تذكرته من "الفاتحة"، ومضت تبتسم.))

القراءة :

 جدلية نسبية ( الموت / الحياة ) هي بطلة هذه ( القصة الومضة ) ، فرغم البنائية المتينة للقصة وفق الاشتراطات الفنية المتفق عليها نقديا ، الا انها تجري بلغة الومضة ( التكثيف الرمزي / الاشارات المتعددة الدلالات / المفردة الحسية ) / للموت اشاراته ( نحيب ، جثة ، كفن و المشيعين ) وهي اشارات ساكنة ( اسماء) غير حركية / لازمنية لها ، وللحياة اشاراتها ( ضاقت ، شقت، نفضت ، قرأت ، تذكرت ، مضت وتبسم ) وهي حركية / افعال زمنية الحدوث ، بمعنى : توقف الحياة بالموت = اشارات دالة على عدمية زمانية حركية الحياة = اشارات دالة على حدثية زمانية / منتقلة من الماضي ( الافعال من ضاقت .... حتى مضت ) الى الحاضر ( تبتسم ) مما يعني انتفاء الموت ، فحياة بطلة القصة مستمرة في الماضي وحتى الوقت الحاضر ، مما اخرج الاشارات اللاحركية اعلاه ، من سياقها اللغوي المعجمي ، وجعلها مزاحة عن دلالاتها : نحيب اصم = تظاهر عاطفي كاذب ، فهو منقطع عن الاخرين ( اصم ) ، يندبهم بحكم العادة / نفاقية مجتمعية جثة ، كفن = كيان بشري حي ، لكنه بلا وجود / بلا معنى او قيمة انسانية ، معزول عن الحياة الحقيقية داخل بدن ( كفن ) بلا وعي المشيعين : الدافنون الحقيقة في قبور الوهم ، يتوهمون الموت بمن يضج بالحياة ، لانهم فقدوا معنى الحياة ، فيجهلوا نقيضهم ( بطلة القصة ) ويتبقى ان الحي الحقيقي هو من يشيِّع الميت الحقيقي ، فيقرأ عليه ( الفاتحة ) ، وكثرة المشييعين / الموتى ، من حولها ( البطلة) ، جعلها تختزل من ايات تلك السورة ، كي توفر الوقت الكافي ، لحضور مجالس تابينهم المتوالية والمستمرة ، مما انساها الكثير منها ولم تعد تقرأ الا ( بعض ما تذكرته ) 

باسم العراقي 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين