رائعة/ظل خلوة أو دفء صحبة/للأديب الشاعر / الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي/المملكة المغربية 🇲🇦....

ظل خلوة أو دفء صحبة.


من هجير الحياة و قيظها

إذا ما جار بغيها و تحكما

إختلي بنفسك و صاحبها

حظ بكف القدر قد حسما

العمر ردة طرف لعين أزل

بجمال شفق إذا ما رسما

إن إستوفى أجله فالمنية

تفجع الضحية و المتهما

عليك بخلوة او مجالسة

كلاهما أنس للمرء و نعيما

خلوة تعيد توازن نفس

يورق نبضها أملا و حلما

أو رفقة صالح تزدان. بها

توأم روح حسٱسا و فهما

إن ظفرت به صن وده

خير هدية لك من السما

وتجنب رفقة السوء إنها

عشرة تزيد الوضع تازما

هما إختياران لا ثالث لهما

مسلك لا تعرف معه ندما.


بقلمي : د. عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي.


على هامش القصيد:

بعد نشري لقصيدة؛ ( ظل الخلوة ) بتاريخ 10..6..2022

علق علي بعض أصدقائي الشعراء.. بأني غيبت ظل أو دفء الرفقة الطيبة...فارتأيت نظم هاته القصيدة القصيرة كرد على من تجمعهم بي لحمة الأدب و ٱصرة الشعر..

على نفس قافية ( ظل الخلوة)..مع كتابة هذا التعليق البسيط. ..

الإنسان بطبيعة وجوده يحتاج في لحظات حساسة وحاسمة لإعادة قراءة لمسار حياته..نوع من التقويم الهيكلي للذات Mise à jour..

لن يتأتى له ذلك إلا باختيارين لا ثالث لهما

خلوة اختيارية....او رفقة طيبة.

في ليلة الإنسان الظلماء لا يفتقد البدر...بدر الامل له نور بمشكاة الروح..وحب الحياة فطري في الإنسان مهما تكالبت عليه الظروف..في لحظة ٱسى ..انهزام.. أو خيبة.

قد نخسر معركة لكن الحرب في الحياة لازالت مستمرة تحتاج لإعادة تعبئة بالطاقة الايجابية

والخلوة محراب للذات لإعادة التوازنات 

اعتكاف روحي..لشحن الطاقة الإيجابية... 

إختيار يفتح نافذة واسعة على تجربة جديدة

 الإنسان فينيق.. Fenix..بحكم طبيعته الإنسانية

. كائن قوي يبعث من رماد خسائره نافضا غبار الكبوات الهزائم لا تقنيه على مواصلة الطريق...منتفضا للتحليق من جديد.. الا في حالة إحباط شديد

 الخلوة..بالمفهوم الحديث إعادة شحن ressourcement

بعد عملية تطهير..من التفكير السلبي.

تحول نحو الأفضل فكرياً و روحياً بكريزما جديدة

إنتقاء لسلوكيات إيجابية..نقد ذاتي ..يقود للمصالحة مع الذات و احتواءها.

معبد الخلوة..له مصابيح..تنير سبل الارتقاء...للتمتع بلذة الحياة.. لأن العمر مجرد لحظات..

فرصة يجب ألا تضيع في السخافات و التفاهات...

صدق الإمام البوصيري في بردته و هو القائل:

ماسامني الدهر ضيمٱ و استجرت به

الا ونلت جوارٱ منه لم يضم

وهو يشير للرسول صلى الله عليه وسلم..

اختيار فكري لاستحضار شخصية محمد عليه السلام كقدوة و إسوة حسنة ...

 الخلوة كالصحبة الطيبة...

الخلوة صحبة مع الذات تطيب بها النفس.. 

قال الشاعر ابو اسحاق الغوزي:


مالي ارى الشمع يبكي في مواقده

من حرقة النار أم من فرقة العسل


سؤال طرح في مجلة و خصصت جائزة لأحسن جواب

رد الشعراء ان السبب هو الألم من حرقة النار..واخرون قالوا ان السبب هو فرقة الشمع للعسل الذي كان معه..واخفقوا جميعا في الإجابة..

و رد الشاعر الكبير صالح طه بمهارة قائلاً:


من لم تجانسه فاحذر ان تجالسه

ما ضر بالشمع الا صحبة الفتل.


وفاز بالجائزة.

لانه أصاب الهدف...سبب إحتراق الشمع هو وجود فتيلة ليست من جنسه..تحترق و تحرقه معها.

تنبيه لإنتقاء الصديق....كي لا نحترق مع صديق السوء

ونحرق كل أوراقنا.

وهنا الشق الثاني من القصيدة..الرفقة الطيبة

قال تعالى في سورة الكهف الآية 28:

واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم.. الى اخر الآية.

و قال صلى الله عليه وسلم : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. 

ما اعطي العبد بعد الاسلام نعمة خير من اخ صالح..فإذا وجد احدكم ودٱ من أخيه فليتمسك به

سأل علي بن أبي طالب جلساءه ..أتدرون من أتعس الناس..قالوا: بلا..قال: من لا صديق له..ثم قال: أتدرون من أشد الناس تعاسة..قالوا: بلا..

ثم قال: من كان له صديق و فرط فيه . 

الصديق الصدوق...من أعظم النعم

صحبة طيبة على الخير..و الرقي الإنساني..نعمة لا تقدر بثمن

صحبة تتقاسم معك الافراح و الاحزان..تحميك من مزالق الحياة تنبهك ..تذكرك..ترشدك..تعينك..على إلتماس طريق الصواب و السلامة..  

قال الإمام ابن الباز: 

فاخوك من نصحك و ذكرك و نبهك و ليس أخوك من غفل عنك و أعرض عنك .

اللهم ارزقنا صحبة طيبة تأخذ بأيدينا..او خلوة صوفية اهدينا .انت نعم المولى ونعم النصير.

دامت وشيجة الحرف.. تجمع بيننا على أريج المحبة و دفء الأخوة.


بقلم: الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي

سفير السلام العالمي و القلم المحترف

ٱسفي.. المملكة المغربية 🇲🇦...


.14..6..2022.. 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين