رائعة/ زياد حنين ../للأديب الشاعر / أحمد يمان قباني

 زياد حنين ..


 

الصورة ناقصة ... لقد تبخرت’ من زواياها لم أعد موجوداً في مساماتها ... سرقني هذا الغيم الراكض من تفصيلها ... ولكن الى أين يأخذني بعيداً عنك ؟؟؟ عبثاً يحاول  ...

إن الزمان سرقني منك مدة خمسين حرماناً … ثم قذفني بعدُ الي يمة الوجود .. لم أزداد في غربتي إلا حنيناً إليك قل أن يرى ... قل أن يشاهد !!!

إنني لم آتي إليك اليوم لأحدثك عن آلامي المقعدة التي نازلتني في سجني تلك المرحلة … أو عن قدرية معينة رسمتها اليد الجبارة … أو عن كم الآهات التي أرسلتها في مظاريف صياحي إذاك .. لن أقرأ عليك لوحات الثلج البارد الذي عبر شرايني ... لن احكي عن جدران نسخت ُعليها بعرق العزلة و الوحدة قصائد بكائي و شعوري بالتشظي  ... إنك لن تفيدي يا زياد الحنين من صورة عرجاء لرجل يقّسم العتمة على عينيه و يوزعها أكوام دموع … لتكتبه في دفتر الأحياء ليوم مقبل ...

 جئتك في اليوم الأول من سنتي هذه على حصان حروفي و انكسار قيدي ناسياً ما مر من عمري المهدوم لأبني من كسارة الماضي … صرح الحاضر ... جئت على حصان الاماني أسابق ريح الزمن الثمل بالقهر ... تغنيني حنجرة ٌ... يعزفني ناي ... يراقصني بكاءٌ ... يبكيني فرح ٌ... و جئت اضع رأسي على شرفات قدميك الماسيتين ... اجفف الخطوط السوداء التي حفرها الذرف اللكام الذي قارعته في منفاي ذاك ... جئت اختبىء في عتمة شعرك المسك و ضفائره العنبرية اتسلق بخاطف قلبي جبال التنسيم الفردوسية ... جئت ألون قزحية عيوني بفتات المرود الهمجي الذي يلم جنونه من عينيك كل صباح .. جئت أحدثك عن فرادة زياد الحنين ... !!! أحدثك عن فرادتك أنت !!! 

إن زياد الحنين ... هو وجع سعيد بلون أخضر يهبط على شباك الروح .. يستل سيفه الحاد كل لحظة ليمزق مني فؤاداً أو عضواً .. يأخذ دمي كأضحية يتقرب بها الى آلهة اللهفة و الدفىء .. و يضيف فيّ نمنات الشوق البراء ... 

زياد الحنين هو ذلك الصوت الذي تنادي به عيناك على طفل مشاغب يسكن اضلاعي .. مسحة الأنوثة المطلقة التي قفلت بصماتها أبواب جلدي و غلافي .. هو تلك الضحكة العالية التي تفرج عنها عناقيد اللؤلؤ الخليجي الأبيض في ثغرك الارجواني .. 

زياد الحنين هو جيوب الحروف التي أواري فيها تعب السفر الذي بذلته يوماً بحثاً عنك .. و هو الرعود النزقية التي هاجمت نفسي إبان عثرتي فيك .. هو الكم المتراكم من الحنين و الحنين و الحنين ... 

و اه ٍ من نفس أضجعها زياد الحنين على مذبح البعد … تضحك و سيفه يسافر على شراينها ذهاباً و إياباً . 


بقلمي أحمد يمان قباني

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين