رائعة المشاركة /للشاعرة/مارياغازي الجزائر/ مَن ينظرُ إلَى قَلْبِ زُليخٰة ؟
من أجل المسابقة
مَن ينظرُ إلَى قَلْبِ زُليخٰة ؟
لَا يكلَأُ الْوَجَع إلَّا مِنْ صَاحِبِهِ
و لَا يُعْرَفُ الْمَاء الأُجاجُ إلَّا فِي فَاه الْغَارِقِ
تَأْتِي الْبِدَايَات مُنّمقةً
تُقَدَّمُ بمعلاق مِنْ ذَهَبٍ وَ فِي زُخْرُف طَبَقِ
لَكِنّ الْأَكْل الْبَارِدَ لَا يُستصاغُ و لَا يُعْرَفُ
إلَّا فِي أَوْقَاتِ الشَّفَقِ
كُلّ الَّذِينَ أَكَلُوا مِنْ حنايانا أَلَمًا
قَالُوا إنَّ النِّيَّةَ لِفِعْلِهِم لَمْ تَسْبِقِ
وَحْدَهُ يَعْرِفُ أَنَّهُ مَهْمَا وَفَى سيخيبُ ظَنُّهُ
قَلْبٌ تَلَبَّس بِرِدَاء عَاشِقِ
فَهَل رَأَى الْعِشْقُ عاشقين سوانا
يَتَجَادَلاَن عَلَى عُمرٍ مُحْتَرِقِ ؟
مَهْمَا ذَكَرْنَا أَسْبَابًا فَهِيَ لَا تَلْغِي الْبُرْهَان
تَظَل الْحَقِيقَةُ فائزَةً بِالسَّبَقِ
و الْحَقُّ أَنَّهُ خَاب و اِكْتَوَى
حُسْنِ ظَنٍّ هَوَى فِي إهْمَالٍ و أَرَقِ
ينظرُ النَّاس دوماً إلَى ثِيَابِ يُوسُفَ الممزقةِ . .
لَكِنْ . . منْ ينظرُ إلَى قَلْبِ زُليخةَ المُفتّتِ وَالْمَجْرُوح و المشنوقِ؟
تَمْضِي السَّنَوَاتُ مَنْ ذَا يُوقِفهَا أَو يُعَوِّضهَا
عَفَوْنَا و الْتَمَسْنَا مِنْ الْعُذْرِ جَبَلًا شَاهِقِ
رُدُّوا إلَيْنَا أَيَّام الصِّبَا
نزهو فِي صِحَّةٍ بِلَا قَلقِ
رُدُّوهَا و نتعادلُ
لَا غَالِب لَا مَغْلُوبٌ ، لَا قَيْدٌ يُدْمِي معصمك و لَا جامحة فِي عُنُقِي !
تُسُدّ اللُّقَمُ جُوع الْبُطُونِ
و مَنْ ذَا يُسْكُت جَفَاف قَلْب مُعتطشِ الرَّمَقِ
فِي صمْتٍ تَمْضِي أَيَّامُه
فِي رِضًا قَال قَدرِي دُونَ الْخلقِ
لَا تَمْسّكُوا عَلَيْهِ دَلِيلَ صَمْتِهِ
فَلَوْ تَكَلَّمَ لَنالَ مَوْتًا بِنَفْيِ التّهيؤات بَعْد شَنْقِ
لَا أُحِبُّ حلْمًا مُقَيَّدًا بِالسَّلَاسِل
ميزتي فِي الْحلْمِ أنِّي طَائِرٌ مرفرف و يَجُوب بحارا أَيْضًا دُونَ غَرَقِ
فَلَا حلمٌ و لَا وَاقِعٌ قَدْ طَالَ
قَدْ طَالَ الْمطَال ، لَا وَاقِعٌ و لَا خَيَالٌ يَا دنيانا ترفقِي
و يُعَاب دَائِمًا عَلَى الصَّادِق صدْقُه
و الْبَيِّنَةُ فِي الْفِعْلِ فَهُوَ مَا يُؤَكِّدُ صِدْقِي
مُقْتَرِنَة الْأَقْوَال بِالْأَفْعَال فِي اِمْتِثَال
مُقْتَرِن الْعَقْل بِسَطْوَة الْمَنْطِقِ
أَصدقُ مَا أَرَى
و أُرجحُ صِدْقَ مَا لَا أَرَى
لَكِنِّي بِالتَّأْكِيد أُرَتِّب الصَّدُوق فَوْق الصِّدْقِ
فَأَيْن الْبُرْهَانِ فِي لَيْلٍ شَاحِب الكُحلةِ
كَان يُستهزَيءُ بِهِ إذَا غنى لِلْقَمَر بِلَا رِفْقِ
قُل لنجمك أَنْ يَذْهَبَ و يُعَاشِر غَيْر قَمَر !
قُلْ لَهُ ، أ نَسِيتَ أنِّي نَجْم الثُّرَيَّا السّامقِ
آتِنِي بطيفي خَلِيلًا يُؤنسُ حُزْن اللَّيْل
و يُعطرُ وحْشَةَ الذِّكْرَى بِأَمَانٍ عَبِقِ
آتِنِي بطيفي . . . أقبع مَع زليخةَ أنْتَظرُ الْعَمَى ،
انْتَظَر الْعَمَى دَهْرًا ، مَضَى الْعُمْرِ فِي صِدْقٍ؛
فِي صِدْقِ كَلِمَة
خُطّتْ عَلَى قَلْبٍ بِحِبْرٍ مُغْتَرٍّ عَلَى كِبْرِياءِ وَرَقِ
مَن ينظرُ إلَى قَلْبِ زُليخٰة
مارياغازي
الجزائر
Commentaires
Enregistrer un commentaire