رائعة من روائع/(على أسوار تيفاست العريقة ) بجميع أجزائها/للشاعر: الأستاذ: سمير بوعلي

(على أسوار تيفاست العريقة )

بجميع أجزائها


 

على أسوار تيفاست العريقة 

كان نبضي يكتب النص الغريق

ويمضي حزينا في هيام شاعر

حاملا قسوة الحياة

و دموع الشوق 

حين تقسو الآهات

و يحط الليل رداءه

 و فراغ شبيه بالسكون 

لم تك لي مفاتيح

ولوج المدينة

إلا سماء مفتوحة

و فضاء للشرود

عند تأملات الغسق

أنثر هناك القصيد ببوح

يهتز له جبال الجرف 

و يرفع راياته لوجع

استباح وتيني 

سافرت مثقلا بالجراح

أبحث عن نفسي

التائهة فيك و خليلا

لم يألف الغياب 

أعبر الأماكن و زقاقا تلو زقاق

أسأل المارين بشرخي 

عن سلطانة الروح

فأنا أشم ريحها

هل مر بكم نبضي

إني أبحث عن وجعي

الذي يسكن خافقي 

غير خائف و لا آبه

بمن حولي ولا متوهم 

من عبور الزوابع

التي تستبق النظر 

أن أتوجس منها خيفة

و أنا أمضي في سؤلي 

كيف أنثر لها ريحي في الصحراء

ويصلها حضوري الكئيب 

و بعيني أرى و أشم عطرها

المفقود تلك المهرة الجريحة 

وهي تحلو في عين الصياد

كيف أقيس الوجع و الضوء

و قلبي نهبته طفلة شقراء

في بلاد الضباب الكثيف

أسأل الرصيف

و أسأل الشوارع عن 

غصني المفقود

وعن نبرة العشق في كف القدر

لم تكن المدينة رحيمة بي 

كيف تدمي العاشق الولهان 

وكيف رمته على درب الضياع

لم يكن الرصيف غير وجع دائم

سكن القلب و أنا 

أرتشف الغرابة والذبول

هناك قرب المسجد الكبير 

عند مسلة التعب 

وليس لتعبي له شبيه

اغرورقت دموع الحنين 

خانتني الأماكن و تاهت الأزمان 

كيف لسمير أن يكتب آخر فصل

وآخر نص في سماء العثور 

عنها عند مرثية الصحراء

و المرايا الكثيرة الصهباء

قذفته إلى جهات الغسق

فتشابهت أيام سفري هناك

عندما ألقي بجسدي الهزيل 

بذلك النزل البغيض

و أنفاسي تحرق آخر سجائر روحي 

و حيطانه تطاردني و تطردني

و أنا المتغافل عن كل شيء

إلا عن حبي الأزلي

فعلى أيسري ترقد حبيبة الروح

فمازلنا عند الوعد أن 

نحيا معا أو نغادر معا

فلها أخط قلمي و أهمس

فدونها أهلك و بها أسافر 

و عند الصباح أتمناها عندما

أفتح عيني إذ بها تكون 

،،،،،،،،،،،

على أسوار تيفاست العريقة

و من أنوثتك الباذخة

يأتيني فجر الكلمات

يشرق من أقمار الشمس 

يعانقني طيفك 

يفتح الليل سياج 

المدائن 

أحسبك رصاصات 

في ضحى البوح

يجعلني أخرج عن 

مسار المألوف

قصائد من زجاج الماء 

كبرت بين ألوان 

قزح وجرار الحروف

أنت الآن لهفتي 

التي في الشط وفي 

مفاصل الزعتر الجبلي

ودمعة و فرح 

لونت ماء الغياب 

أنت الآن أنا حين أصلي 

صلاة التائبين في 

باحات الغيم

لأرتل آيات الهوى 

ليغمرني وهج الرؤى 

واعتلي جزر البوح

وعطف البيان

أنا الآن أنت 

وبعضي أنت ودم السلوان 

كسرابيل الريح

هبي على معاطفي 

من أسوار الهطول 

وقعت اسمك السماوي 

على قلبي الثمل 

آخر زهرة في الحقل

كوني اكسير البيادر

وآخر ضمادة في بهو الجريح

وشم في منافي الشريان 

على أزهار الخريف

لا تبتعدي كأفق البحر 

ويفقد زرقته القاتمة

كوني فقط مثل 

بوابات البحر 

حين يباغته دفق الشريان 

ويهيء شفوفه 

لعرائس النهر 

كوني كرشفة ماء الزهر 

في رغوة البن 

وأنا المترصد لغصن البان 

على شرفات الفنجان

ليحلو السمر 

ويزف القمر البنفسجي 

على مرتفع وتنتشي أوراق السنديان

ناوشتني كل الأفنان 

و أدعوك إلى أغلظ ميثاق 

في عرف العارفين 

والملاحين 

اسكرني نبيذ البان

وصدى المرجان

و البسي حرير النرجس

واهتفي للصولجان 

في باحات تيفاست

وأزقة سكانسكا 

و طعم الحب بالعنب 

وفاكهة الرمان

،،،،،،،،،،،

على أسوار تيفاست العريقة

تركت قلبي......هناك 

لم يتقبل فكرة الصدع 

زمن الرجوع و الأوبة 

فاستسلمت للبقاء قربه 

لن أرضخ بفكرة الادبار 

بل شاخصا مقبلا العزف 

على المقامات الصحيحة 

والطرب النثار على قيثارة

بعزف الأنين على الوتين 

لا نشازا في سويداء الرغبات 

و لا اندثارا في الأفق 

و إن اعتراه الشجن 

فعليه أن يكون مثل أيوب 

عامرا بالصبر في هضاب الحب 

لقد أقام الحجة فطاوعته صاغرا 

فخضعت له كل رغباتي 

و عزمي الدفاق من الوجيب 

ها أنا ذا أنادي عليك 

في هذا الحزن الصباحي الأغر 

يا غصني المفقود من الأثر

تلك المهرة الجريحة 

و هي من دوامة الروح 

و عطف البوح و الابتهال 

من العلياء في اسمك السماوي 

من نبرة العشق في كف القدر 

و الأنا متوسدة في الهتاف هناك 

و ترتيب المعنى في عطف البيان 

و الانزياحات من أناملي الشريدة 

و أنا الثائر الذي 

يعشق فيك الشغب 

فانتبذت من الشوق مكانا 

قصيا من تلك النخلة التي 

طلعها من النبض الشجي 

يعصف مغداقا في حبك و لا يزل 

وليس لي غيرك يا ريحانة الروح 

و الوجع يتلو ابتهالي 

و أنا أبتسم قاصدا التحدي 

و لن أتخلى قط عنها 

و عن رغبة الروح الأزلية 

في الشغاف من الوتين 

والحرف يدمع في محبرتي

دفق الدم في المداد 

وأنا هنا و أنت هناك

وقلبي في سماء العاشقين

مازال ينتظر

،،،،،،،،،،

على أسوار تيفاست العريقة 

أتيت إليك يا الله راجيا مناجيا 

أسابق رياح الأخير

أتيتك حبوا و عاشقا

و من طلتك الباذخة

أسرجت لك قلبي متكآ

و اعتنقت ديانة الحب

على صهوة شهقة الروح

تخترقني ارتعاشات الوله

و ما قالته الأساطير تجاوزنا

أعلنت شغفي بجنان النبض

المغتسل ،و المعتقل ،و المدار

بقانون الجذب و الاعتقال

أتت روحي إليك قربانا

أعبر مدن الرمل و الريح

أطوي لأجلك كل المسافات

و كلي في ذلك الشرود و الذهول

أتحدى التضاريس و لغة الجبناء

و أنشد لك حكاياهم و صخبهم

و على جثتهم تصعد لغة العشق

فلا تهاون في نون حنيني الأزلي

فأنت سلطانة قلبي و عنب اليقين

و في عينيك أبرقت سهول نبضي

أسرد لك مرابع الطواف

و أنت العرافة بخبايا طالعي

ففي محراب شفتيك فهمت

و عرفت منك أنك منايا

الليالي الساهرة فيك تهرول إليك

و أنت الراهبة في صومعتك ناسجة

لتلك الأسوار المفتوحة لي

عند اللقاء و اللهفة الصاعدة

لدخول برجك العاجي

أسابق المجاز و طواحين المعنى

اليقين المترامي بجنون السنا

و أنا و أنت الشراب المعتق في كوبه

نتسلق معارج الوقت الأخير

فلا مسافات و لا رياح الجهات تمنعنا

نصارع الشك و اليقين و الذاكرة

فثمة ما لم يذكره العشاق

في كتبهم و نحن عشناه بالذكر

باطلالة عيناك في سماء الوجد

فكنا قاب قوسين من حقيقة اليقين

،،،،،،،،،،،

على أسوار تيفاست العريقة 

أتيت إليك يا الله راجيا مناجيا 

أسابق رياح الحنين أقتفي الأثر 

فمدن المطر عرت عضال قلبي 

تركت الملح يتلذذ بالجراح 

أعيدوني إلى تيفاست العريقة 

أطيب و أشفي روحي الثكلى 

لعلني هناك ألقى طيف حبيبتي 

لقد آنست تلك الأسوار القديمة 

و بيداء بها وحش يطاردني 

موت هناك يتربص بها ليل نهار 

و ليس لي فيها مآرب و لا رفقة 

لست من تفتر مشاعره و لو لبرهة 

عليلة و حبيبة.... ترجو رحمة الله 

و أنا مناج يدعو في القرب و البعد

كيف أهفو إليها و الإشتعال 

نبض لقصائد و حرف يجلدني 

روح مبعثرة هشمت المرايا 

ضاعت الجهات في ال لاصواب 

و عرين النبض لا يستقيم دونها 

أجراس الحزن دقت في شرياني 

لست نزارا يرثي بلقيس الانفجار 

أريد لنبضي سكنا لشقراء الوتين 

من عينيها يتدلى طعم الحب 

يعصر منهما العنب لذة الشاربين 

أسترق الهمس عند بابها كل يوم 

لذلك الغصن العليل من الأثر......

أواجه الفواجع و المواجع وحدي 

الدموع في كل خطوة ترافقني 

من يربت على كتفي؟ 

من يزهر يباب قلبي ؟

من ينعش دقة نبضي؟

من يشفي علة وجعي؟

من ينادي على اسمي؟ 

قالت: أنا أيها العاشق الولهان 

أكتبني كل يوم قصيدة 

أطلق عنانها و سمها باسمي 

ضعها على صفحات باب قلبك 

و ادع لي في كل صباح و مساء 

قصائد لم ينجبها أحد من العالمين 

فمازالت هناك أحلام.......تنتظرنا 

يا حبيب الروح أنت و الوتين


الأستاذ: سمير بوعلي 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين