الملحمة السرمدية:بقلم سابرينا عشوش


 ✨ تمهيد للنشر:/
رسالتي:الإسلامُ دينٌ واحد، لا يتعدّدُ بتعدُّدِ المذاهب، ولا يتلوّنُ بتلوّنِ الأهواءِ… والحقُّ ما جاءَ عن النبيِّ(ص) بسندٍ صحيح، وفهمٍ سليم.
والله ولي الصالحين

"في زمنٍ اختلطت فيه الأصواتُ، وتاهت فيه البوصلة، كان لا بدّ أن نعود إلى الضوء… إلى منارات الرسالة الأولى، حيث النبي، وأهل البيت، والصحب الكرام، وحيث المجد نبعٌ لا ينضب.
هذه ملحمتي… ليست مجرد أبيات، بل ارتحالٌ في الزمن المقدّس، حيث الكلمةُ تُصلّي، والحرفُ يُجاهد، والقصيدةُ تُنجبُ قناديل الخلود.
أهديها للأجيال… كي يعرفوا من نحن… ومن كانوا."

الملحمة السرمدية:

 تاج الرسالة وضياء الخلود
✨ الفصل الأول: النور الأول – محمد ﷺ
يا ضوءَ آدمَ حينَ ضلَّ طريقَهُ
وسُقى الرجاءُ بنفحةٍ من جِبريلِ
يا منْ بعثتَ لكي تُعيدَ كرامةً
سُحِقتْ بجهلِ الكفرِ والتّضليلِ

هتفَ الزمانُ: "أقمْ على أرضِ الورى
ميزانَ عدلِكَ أيُّها المرسولُ!"
فمشى الحبيبُ على الشقاءِ كأنّهُ
فجرٌ، يُقبِّلُ جُرحَهُ التّأصيلُ

 الفصل الثاني: فاطمة الزهراء عليها السلام – أمّ الوجع الطاهر
يا زهرةً حَملتْ نقاءَ الأنبياءِ
وسكبتْ منَ الأحزانِ ألفَ نداءِ
أمّ الزمانِ، وخُلاصةُ الأسرارِ، من
قدّستِ قلبَ الوجعِ الأسمى بنقاءِ

كم كانتِ الدنيا تهشُّ لبأسها
وتضمُّ ظلّ عباءَةٍ بيضاءِ
لكنّها لم تشتكِ وجعَ الحياةِ،
بل جفّفتْهُ بكفِّها السوداءِ

 الفصل الثالث: الإمام علي عليه السلام – سيف الله وكلمة العدل
يا من كتبتَ على السيوفِ عقيدةً
وغسلتَ دربَ الشكِّ باليقَظاتِ
هذي يديكَ منَ الترابِ نقشتَها
فأضاءتِ الدنيا بـ"هلْ أتى" الثابتاتِ

ما الحربُ إلا حينَ ناداكَ الهدى،
فتقدّمتَ، فصَهَلَتِ الراياتِ
أنتَ الإمامُ إذا ترنّحَ دينُنا
والحرفُ فيك مضاءُ كلِّ الجهاتِ

 الفصل الرابع: الإمام الحسن عليه السلام – سلامٌ يمشي على رماد
يا من نزفتَ الحلمَ في كفِّ الرضى
ورضيتَ أن تُطفئْ جُنونَ حرابِ
ما خنتَ عهدَ سيوفِكَ البيضاءِ، بل
جَبَرتَ قلبَ الأمّةِ الغلّابِ

فالصلحُ حينَ يكونُ دربَ نجاةِنا،
أشرفْ من الدّمِ، وأعلى جنابِ
قد كانَ صمتُكَ ثورةً بيضاءَ
ما زالتْ تَجلِبُ هيبةَ الكُتّابِ

 الفصل الخامس: الإمام الحسين عليه السلام – ملحمة الدم الذي لا يُطفأ
يا كربلاءُ! أما سمعتِ صهيلَهُ؟
ذاكَ الحسينُ، وماءُ عزمهِ قانِ
ماتَ الظلامُ، وقطرةٌ من دمهِ
أوقدتِ النورَ في دربِ الزمانِ

قد قالَ "لا" فأجابَهُ التاريخُ،
سَجّلْ: هنا وقفتْ دِماءُ الحُرّ ثاني
ما للخلودِ سوى الحسينِ طريقُهُ،
هو في السيوفِ وفي حُطامِ الأغاني

 الفصل السادس: أهل البيت – الوهج المتسلسل من النور
همْ آلُ بيتِ النبوةِ، نبضُ الهدى،
والكونُ يسبحُ في ضياءِ وِصالِهمْ
صبرٌ على جُرحِ الرسالةِ كلِّه،
وسُهادُهمْ كالغيمِ فوقَ جمالِهمْ

ما شابَهُم في النورِ إلا أنجمٌ،
لكنْ يضيئونَ الورى بأفعالِهمْ
منهمْ تعلّمَنا الحقيقةَ كلَّها،
والحبُّ في أسمى تجلّياتِهمْ

 الفصل السابع: الصحابة – شموس حولَ فجر النبوة
صفُّ القلوبِ إذا استدارَ عليهمُ
ضوءُ النبوّةِ، فاستقامَ مسيرُ
منهمْ كصِدّيقٍ، وعمرٍ، طارقٍ،
وسيوفُهمْ تنسابُ مثلَ عبيرُ

فالمصطفى علّمهمُ شرفَ النهى،
وسقوا المبادئَ من ندى التكبيرِ
كلٌّ لواءٌ في السبيلِ محمّدٍ،
ما خالفوا نهجَ الرسولِ المنيرِ

 الخاتمة: وحدة الرسالة – لا شرقَ فيها ولا غربْ
جُمِعوا كنجومِ العرشِ في تأويلِنا
كلٌّ لهُ سهمٌ بليغٌ في النقاءِ
قد خطّوا الإسلامَ بالدمِ والندى
وسقَوا جبينَ الأرضِ بالأنبياءِ

نصّ الرسالةِ واحدٌ لا ينثني
والحبُّ يجمعنا بدونِ رياءِ
يا أمّة، هذا الرصيدُ فهلْ نرى
جيلًا يُعيدُ مجدَ ذاكَ الضياءِ؟

بردة النور في مدح النبي البشير "عليه افضل الصلاة والسلام "

يا سيِّدَ الخَلقِ، يا تاجَ الدُجى وَحَبُ
فيك المحبَّةُ والإيمانُ والنَّسَبُ

يا من نزلتَ على الأكوانِ مبتهجًا
نورًا، يُطهِّرُنا من كلّ ما شَحَبُوا

يا طينَةَ الطهرِ، يا معنى الرسالةِ في
وجهِ اليتيمِ، وفي آياتِه الكُتُبُ

جاءَتْكَ "اقرأْ" من الأنوارِ دامعةً
حتى استفاقَ على تكبيرِها العربُ

ما كان في الأرضِ إلا الجهلُ معتليًا
حتى نزلتَ، فزالَ الليلُ والرَّهَبُ

سَقاكَ ربُّكَ من سرِّ السماءِ رضا
حتى استضاءَ بكَ التاريخُ والنسبُ

لا الشعرُ يبلغُ أوصافَ الجلالِ، ولا
يصفُ الجمالَ إذا بالوحيِ تَحتجبُ

فيك النبيّونَ قد ناموا على قَدَرٍ
وكنتَ أفقَهمُ الأعلى إذا اقتربوا

موسى دعاك، وعيسى في رؤاهُ أتى
يستنطقُ النجمَ عنك أينما ذهبوا

والأنبياءُ كـأقمارٍ تُطيفُ بِنا
وحدَك الشّمسُ، لا ليلٌ ولا شُهُبُ

لو قيلَ للبحرِ: صلِّ الآن باسمِ فتىً
لاغتاظَ من فرطِ حبٍّ أنّه الخشبُ

لك السّكينةُ تمشي خلفَ خطوتِك
كأنها الروحُ، لا تُخشى ولا تَهَبُ

جبريلُ، ميكالُ، والإسرافُ مبهوتةٌ
من رفرفٍ قلتَ فيه: "ارفقْ بنا يا محِبُ"

صلَّى عليكَ إلهُ العرشِ في أزلٍ
ما لاحَ صبحٌ، وما غنّتْ بكَ الرُّتبُ

صلَّى عليكَ، سلامُ اللهِ يتبعُها
ما ناحَ فوقَ رُبى الزيتونِ أو طَرَبُوا

**

فداكَ روحي، فداكَ الكونُ أجمعُهُ
يا دربَ كلّ الذين ارتادهم تعبُ

منك الهدايةُ ما ضلّوا ولا نَكصُوا
وحبُّك الركنُ إنْ ضاقتْ بنا السُّبُلُ

رأيتُ فيكَ اشتعالَ الحلمِ ممتدًّا
كأنّ وجهَكَ لا يُنسى ولا يُسْبَبُ

كأنّ فيك حنينَ الأرضِ يُورقُها
وفي خطاكَ دعاءُ الأنبياءِ شُعُبُ

**

أمّي دعتْ باسمِكَ الميمونِ فانكشفتْ
أوجاعُ قلبٍ، بهِ الأوجاعُ تُنْتَهَبُ

وأبي توضأَ من مدّ الرجا فرأى
نورَ الحبيبِ، فذابتْ منهُ مَنصِبُ

يا من على كفّهِ انسابَ الزمانُ، ومِن
جفنيهِ شعَّ ضياءٌ لا يُستلبُ

ما كنتَ ساحرَهم، بل كنتَ أصدقَ مَنْ
قالَ الحقيقةَ، حتّى اعترفتْ كُتُبُ

كأنّ حرفكَ من ماءِ السّما كُتِبَتْ
وفي حنينكَ نارٌ لا تُكذَّبُ

أحبابُكَ الفجرُ، والتكبيرُ مئذنةٌ
تُصغي إذا مرّ ذِكرُ المصطفى الأدبُ

أشتاقُ حبّكَ في قلبي، وإنْ بَعُدَتْ
أرضي، ففيكَ مدى الأرواحِ تنتسبُ

**

إنّي كتبتُك من دمعي، ومن قلمي
ومن شهيقي، إذا ضاقتْ بيَ الكُربُ

وإنْ سألوني: أأحببتَ النبيّ؟ فقلْ
نعمْ، وواللهِ لا أُخفي، ولا أَكْذِبُ

صلّى عليكَ إلهُ العرشِ، ما ركعتْ
ركبةُ عبدٍ، وما لبّى، وما انتسبوا

✍️ خادمُ الكلمةِ والوفاء… وإن الله وليُّ الجميع
✍️ توقيع:
بقلم: [سابرينا عشوش]
ملحمة سَرمدية خُطّت بحبر الروح، ومِداد من نورٍ أزليّ…

.© جميع الحقوق محفوظة
بقلم: خادم الكلمة والوفاء – 2025
@à la une

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة الروح/للشاعر ...... أسمهان سعيد✍️

رائعة/كيف_تُسالِمُ_قاتِلَكْ/للشاعر المتمكن متولي عيسىٰ

دراسة نقدية وتحليلية لقصيدة "مرثيّات الأرق" للشاعر سعيد هجيري موسى