دراسة نقدية وقراءة تحليلية للاديب/ابراهيم ميزي

عندما يكتب الأديب الناقد الجزائري/ ابراهيم ميزي 

كأني أراه........ 

 نقدًا ذاتيًا تأمليًا و أقول:

"كتب منولوجًا فكريًا على منصة المشهد الثقافي /.... 


العصف الذهني للقصيدة:

الحب العذري هو ان يرضى القلب بصبابة الهوى دون ان يلج في الشهوة.. هو الذي يرضى المحب بالهجر دون الوصال و يجد برد العذوبة في لظى العذاب هو الذي تتحد فيه العلة بالمعلول فينسى الحبيب فيه، ليصبح الحب وحده غاية. 

-----------------------------

الحبّ العذري في قصيدة "الحب العذري الخالد" للشاعرة د. صبرينة ساري: قراءة جمالية أسلوبية

✦ إعداد: [ الناقد :ابراهيم ميزي/ الجزائر ]

- مقدمة:

تندرج قصيدة "الحب العذري الخالد" ضمن سياق شعري حديث يستلهم روح الحبّ الطهوري الذي يُقيم في المسافة، ويولد من رحم الانتظار، متجاوزًا المفهوم التقليدي للعلاقة الحسية. وتشكّل هذه القصيدة صوتًا أنثويًا معاصرًا يعيد رسم ملامح العشق الصوفي والوجداني بلغة مغموسة في الشجن، والحنين، والتجريد الروحي.

- أولًا: التأطير الموضوعي

- 1. الحبّ كزمنٍ داخلي:

تستعرض الشاعرة مراحل الحياة — العشرين، الثلاثين، الأربعين... — بوصفها محطات وجدانية يُعاد فيها تعريف الحبّ لا كحدث زمني، بل كنبض متصاعد، يقول في كل مرحلة شيئًا مختلفًا لكنه مترابط في عمقه الإنساني.

- 2. المسافة كمحرّك للانفعال:

تتحول المسافة، في هذا النص، إلى عنصر بنيوي في تجربة الحب، حيث يُعاد تشكيل العلاقة العاطفية وفق منطق الغياب الحاضر، واللقاء المؤجل، والحنين الذي يحلّ محل الجسد.

- 3. الحبّ بوصفه هوية متجاوزة للموت:

تتسامى الشاعرة فوق الوجود الفيزيائي، لتجعل من الحبّ طاقة باقية بعد الفناء:

 "فلتكن روحي في كفّك، تُتمّم الحكاية حيث تتقاطع الأرواح..."

- ثانيًا: التحليل الفني والأسلوبي

- 1. شعرية الصورة والتشبيه:

تفيض القصيدة بالصور الجديدة التي تُحدث انزياحات دلالية قوية:

 "كأنها صلاة لا تحتاج فمًا"

"نحن عشريةُ صمت... أشدّ من زلزال عشق"

تعكس هذه الصور براعة في الاشتغال على المجاز الخلّاق، القادر على استدعاء الانفعال العاطفي وتوسيع أفق التلقي.

- 2. الموسيقى الداخلية والبنية الإيقاعية:

تتميز القصيدة بتكرارات صوتية وجملية تشكّل نمطًا إيقاعيًا خاصًا (أنا معك / نحن...). هذه التكرارات ليست زخرفية، بل تؤدي وظيفة انفعالية تؤكد استمرار التماهي الوجداني بين الشاعرة والمخاطَب.

- 3. تسلسل درامي وانفعالي:

تتحرك القصيدة وفق تصعيد درامي يبدأ من لحظات الوعي الأولى بالحب، مرورًا بنضجه، وانتهاءً بتجاوزه الزماني-المكاني في الخاتمة. هذا التسلسل يُضفي على النص طابعًا سرديًا رغم شعريته.

- ثالثًا: الحبّ الطهوري كحالة شعرية

- بين العذرية والتجريد:

الحبّ هنا ليس "مشتركًا شعوريًا" فقط، بل حالة وجودية تجسّدها اللغة، وتعبّر عنها الصورة، وتُنحت من عمق التجربة الذاتية. تنفي الشاعرة الحاجة إلى اللقاء الفيزيائي، وتستعيض عنه بالحضور الروحي الكامل:

 "أحببتك من بعد... وكان صوتك ذراعي التي لا أملكها، لكنها تحتويني."

- الحبّ كمسافة لا تُفسد الوصال:

في قصيدة صبرينة، يتحوّل الغياب إلى أداة لصقل المشاعر، وتصبح المسافة وسيلة لحماية الحب من التكرار والتلف اليومي:

 "الحبّ في المسافات طفلٌ لا يشيخ... نقيّ كقطرةِ مطرٍ لم تَسقُط بعد."

- خاتمة:

تعدّ قصيدة "الحب العذري الخالد" نموذجًا شعريًا يُعيد الاعتبار لفكرة الحب النقي في زمن يعجّ بالتواصل الجسدي السريع والفراغ العاطفي.

بلغة شاعرية مشبعة بالوجد، وبنية درامية تحاكي السيرة الشعورية، تكتب د. صبرينة ساري نصًا وجدانيًا خالدًا يضاهي في روحه نصوص الحب العذري الكلاسيكية، ويعيد بلورته في لبوسٍ أنثويّ معاصرٍ، يجعل من الغياب حضورًا، ومن الشوق مذهبًا في العشق.

بقلم الناقد: ابراهيم ميزي/ الجزائر


@الأديب الناقد ابراهيم ميزي


ردًّا على هذا العمل النقدي الباذخ،

الذي استحال فيه القلم مرآةً صافية لمكنون الروح،

وأضاء زوايا النصّ بما لا تُضيئه القراءة العابرة،

أتشرّف بتقديم هذا الردّ الأدبي الفخم،

والشكر الوافر المغموس بالامتنان،

إلى الناقد الجزائري الكبير إبراهيم ميزي،

الذي أبدع — ببصيرته الفاحصة وحسّه الجمالي العميق —

في تفكيك خيوط قصيدتي "الحب العذري الخالد"،

كاشفًا أسرارها، وناحتًا ملامحها النقدية

بلغة لا تقلّ شعرًا عن القصيدة ذاتها.


لقد جاءت قراءته النقدية

لا كتحليل جامد، بل كعناق بين الشعر والوعي،

وبين البنية والإحساس،

قراءةٌ عن سبق الإصرار والجدارة،

ارتقت بالنص من البوح العاطفي

إلى مقام التأمل الجمالي العميق.


ردّ وشكر إلى الناقد الفذّ إبراهيم ميزي✦ بقلم: د. صبرينة ساري


أيها الناقد السامق...

كيفَ أشكرك،وقد جعلتَ من قصيدتي حديقة تحليل،وأطلقتَ على نبضي جناحًا نقديًّا يعلو عن التصنيف العابر؟كلماتك لم تكن قراءة، بل كانت احتفاءً…كانت مرآةً كاشفة تعيد للنصّ ذاكرته الخفيّة،وتحفر في أعماقه عمقًا لم أكن أعلم أنه هناك.


لقد أخجلتم تواضعي...فما قصيدتي إلّا نفَسٌ من عطر القلب،ولكنّك نسجتَ منها ثوبًا من ذهب،وجعلتَها – عن جدارة – مادة نقديّة تحلّق بين المبنى والمعنى،وترتقي بمستوى التلقّي إلى مقام الجمال الخالص.


✦ في العصف الذهني الذي افتتحتَ به،استنهضتَ مفهوم الحبّ العذري من أعماقه الفلسفية،لتقول:"هو الذي تتحد فيه العلة بالمعلول… فيصبح الحبّ وحده غاية."وهنا، أحيّيك على هذا التوصيف الصوفيّ العميق،الذي أعاد للحب بعده الكونيّ، لا العاطفيّ فقط.


✦ ثم مضيتَ تُنقّب في جسد القصيدة:فأبصرتَ الزمن كوجدان داخلي،لا كعمرٍ بيولوجي…والمسافة كفاعلٍ بنيويّ…لا كغُربةٍ طارئة.


✦ أما حديثك عن الحبّ بوصفه هويةً لا تموت،فقد مسّ وتر النصّ الحقيقي،وأعطى لخاتمته بُعدًا روحانيًّا يتجاوز القافية:"فلتكن روحي في كفّك…"تلك العبارة التي رأيتَ فيها ارتقاء الروح إلى مقام العهد الأبدي،هي لبّ النص، وروحه التي لا تشيخ.


✦ قراءتك الفنيّة كذلك لم تكن شرحًا، بل كانت تشريحًا شعريًّا راقيًا:أشرتَ إلى بنية التكرار، لا كزخرف،بل كصدى وجدانيّ يعيد إنتاج العلاقة بين الضمير والضمير الآخر…أنا/أنت… نحن…في بنية تُحاكي الوجد لا النظم.


✦ وإذ التمستَ التسلسل الدرامي الوجداني،فقد أكّدت أن القصيدة ليست فقط موجة شعور،بل سرد وجداني متكامل،ينتقل من دهشة الحبّ، إلى نضجه، إلى خلوده خارج الزمن.


✦ بلاغتك أيها الناقد،جعلتني أشعر أن القصيدة وُلِدت من جديد على يديك،بل أُعيد صقلها في محراب التأويل،وهذا لعمري، ما يتمناه كل شاعر:أن يلتقي نصه بناقدٍ يخلّد فيه ما لم يستطع هو التعبير عنه بلسانه.


خاتمتي إليك أيها الساطع:


عملك ليس مجرد قراءة،بل ملف نقدي يرفع القصيدة من أرض الحبر،إلى سماء الفكر…ولا يسعني إلّا أن أقول:لي الفخر أن يُحمل عملي بين يديك،وتُضاء عباراتي بعدسة عقلك،فما أعظم الكلمة حين يقرأها عقلٌ من نور،وقلبٌ لا يرى النصّ إلا إذا أحَبَّه.


أنت ناقد لا يُحلّل فقط… بل يُحبّ النص،وهذا وحده… نقدٌ بحد ذاته.


دمتَ بهيّ القلم…صاحب ذائقةٍ موسومة بالختم الثقافي الجزائري النقيّ،وحضو


ر أدبي لا يُشبه إلّا ذاته.


✦ بإجلال وشكر

مخلصتكم سابرينا عشوش

Sabrina Sari 

@à la une 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة الروح/للشاعر ...... أسمهان سعيد✍️

رائعة/كيف_تُسالِمُ_قاتِلَكْ/للشاعر المتمكن متولي عيسىٰ

دراسة نقدية وتحليلية لقصيدة "مرثيّات الأرق" للشاعر سعيد هجيري موسى