مجاراة لقصيدة /الشاعر اشرف شبانه/ أُقبِّلُ يَدَك

 .

أُقبِّلُ يَدَك


؛ 

لاتتركْ السلاحَ من يدِك 

و إن عاهدَك.. صهاينةُ الأرض

فلا عهدَ لهم

و إن وعدَك؛

المُستعربين كلُّهم،

بحلوِ العيشِ.. في غدِك

لا تلتفتْ لهم.. اقتلْ ترددَك؛

و امضِ في دربِكَ للأمام

مع أولئك.. لا سلام

أيا بطلاً في الساحِ بمفردِك

سلاحُك صَونُكَ.. صومُك 

صلاتُك.. و نَفلُ تهجدِك 

إن يسقط؛ استباح العدو دمَك، 

و استعبدَك!


سيقولون لك نحن أبناءُ عم 

علىٰ دينِ الخليل 

أخوةٌ في النسبِ و الدم 

إسحاقُ .. أخو اسماعيل

محاولاً؛ أن يتصيّدَك

قل؛ 

ألِم يقتلْ قابيلُ.. أخاهُ هابيل

سلهم؛ 

أليس القاتلُ دوماً منكم، 

و مِنّا القتيل

هو الدخيل، الذي استشرى 

بأرضِ الجدود 

و تخطىٰ الحدود؛

ليطردَك


سيأتيك أخيكَ في الإسم؛

يدسُ لك السّم 

بمعسولِ الكَلِم.. 

لتخففَ من تشددِك  

قل له ملعونٌ أنت و سيدُك

الذي يريد أن يقيّدني.. 

مثلما قيّدَك

لا تُبالي بتخلٍ مخزٍ لغُثاءِ العدد

و لا بانعدامِ المدد  

فنحن علىٰ صِراطِ الوجود؛

نكون أو لا نكونُ.. للأبد

استعصمْ  بتجلدِك؛ 

لاتنزعجْ لحجمِ الدمار 

فعدوك بانتحار.. و إن هددَك


لا يهم.. مهما كبّدَك

لا يهم.. من عارضَك و من أيّدك

و من لم يمدْ يدُهُ ليشددَك 

كل هذا.. لايهم

إما أنتَ.. و إما هُم 

كلُّ شعوبِ الأرضِ تُساندُك

كفاك اللهُ بجُندِه.. أن يُمددَك 

اضرب بيقينٍ و إيمان

اهزم بنصرِكَ من خان

يحميكَ.. يا ابن الطوفان، 

في جَزرِكَ  و تمدُّدِك

أقسمتُ بربِّ الأكوان  

النصرُ حليفُك قد حان، 

و الفجرُ بشارةُ مولدِك.  


#ashraf_shabana

"هذه الكلمات التي كتبها شاعرنا تنبض بالشرف، وتحمل في طيّاتها روح جيفاري تقف على الحافة بين الشعر والرصاص، بين الحبّ والقضية.." 


مجاراة لقصيدة

الشاعر/اشرف شبانه


سيدةُ الكوفيّة


لن أتخلّى عن كوفيّتي،

فهي ديني، ودربُ نجاتي الأبديّة،

هي رايةُ أمّي حين خبّأتني من العدو،

وغنّت لي: "كوني الأبيّة".


**

هي فوق جبيني سورةُ وَعْد،

وتحت ضلوعي نارٌ علويّة،

ليست شالًا… بل عهدُ نضالٍ

إذا التفّتْ، صارت هويّة.


**

لا تسألوني لِمَ أتّشحُ بها؟

هي ظلّي، ورفيقتي السرمديّة،

خَذلني القومُ حين تكاثروا،

لكنها بقيتْ على الجرحِ وفيّة.


**

لو مزّقوا عني الطريقَ،

وأوصدوا بابَ الحريّة،

سأهتفُ: ما دام فيّ نَفَسٌ

فالكوفيّةُ دمي… ودمي قضيّة.


**

أنا جنبكَ في ساحة النار،

أنا أختُ البارودِ الصامدة الجفارية،

أنا في خنادقهم سِرُّ الكتاب،

وفي محرابِ الكفاحِ بندقيّة.


**

لن أتخلّى ولو رَشَوا حلمي

بكلماتٍ سكرى وأغنياتٍ وهميّة،

فأنا سليلةُ القصائدِ حين تصرخ،

وحفيدةُ العاصفةِ القُدسيّة.


**

قل للعواصم إن تساءلت:

من تلكَ التي لا ترضى العطوبيّة؟

قل: هذه ابنةُ السنديانِ

عاهدت الكوفيّة…

أن لا تخلعها إلا على أرضٍ عربيّة.


**

أتيتُ إليكَ، وهل أراك

تنزفُ وحدكَ في السبيليّة؟

تبكيك عيناي لا ضعفًا

لكنْ لأنك الجبهةُ الحيّة.


**

كيف أصمتُ،

وفي عينيكَ تتوهّجُ الانتفاضيّة؟

وفي يدِ ابنكَ حجرٌ…

وفي لسانِه آخرُ الشهاداتِ الإلهية .


**

كيف لا أكون سلاحكَ؟

وأنت الأبُ، الأرضُ، والوصيّة،

تخطُّ بدمكَ خارطةَ المجد

وتوزّع للطفلِ رغيفَ القضيّة.


**

علّمتني أن الأنثى نارٌ،

وليست حُليًّا في الأعراسِ الهشّة الوهميّة،

غرستَ في معصمي رصاصةً،

وقلتَ: "اكتبي… فالحرفُ روحُ القضيّة".


**

أنا نَفَسُك حين تخونكَ الرئة،

أنا ظلُّكَ تحت القذيفةِ الوحشيّة،

أنا أنثى…

لكنّ روحي إذا ما غضبتْ

تكون أمضى من ألفِ سيفٍ في غزويّة.


**

أنا لا أزهرُ على الجدار،

ولا أخشى الريحَ الشتويّة،

أنا في وجهِ الصفقاتِ صفعة،

وفي وجهِ الوهمِ عينٌ دمويّة.


**

فخذني…

كوفيّةً على كتفكَ،

أو طلقةً بين أصابعكَ الحربيّة،

أو صرخةً

تغنّي باسمكَ

في كل نكسة، وكل قمّة،

وكلِّ قضيّة.


حقوق النشر محفوظة

@à la une

Ashraf Y. Shabana

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة الروح/للشاعر ...... أسمهان سعيد✍️

رائعة/كيف_تُسالِمُ_قاتِلَكْ/للشاعر المتمكن متولي عيسىٰ

دراسة نقدية وتحليلية لقصيدة "مرثيّات الأرق" للشاعر سعيد هجيري موسى