رائعة من روائع/ "بين ظِلّي وشمسي" للشاعرة:سابرينا عشوش

 قصيدة /....


"بين ظِلّي وشمسي"



كأن تعشقي لحظةَ صفاء،

ويفرّ بك يومك،

فيبتعدك هامشُ مسوّدتك

ليعتذرَ مكانك

عن كلّ نثريّاتك

بِجَرّةِ قلم.


يُهراق ما تبقّى من المداد،

وبخِفّةِ يدِ ساحر

ينتشلك…

هكذا،

ولا…

فهم.


يومٌ هو،

وبكلّ الوفاء حرّضك،

كأن تفرّي من عالمك

كلَّ عوالمِ الاستفهام،

أن تعشقي لحظةَ وئام،

لحظةَ سكينة،

لحظةَ سِلْم،

لحظةَ تتصالحين فيها مع ذاتك،

دفءُ الصدق…

ولا ندم.


كأن تسافري معها وحيدة،

مهيبةَ السير،

ودربك يفتح خطاه،

تمرّ بك على جميع محطّاتك،

وصدفةً…

محطّةُ شحنٍ قبالتك،

تجذب انعطافك،

تملئين خزانَ فراغك

بحقيقةٍ

أنك، بكلّ اليقظة،

لستِ في حلم.


كأن يطرُقك نسيمٌ عليل،

وأنتِ على مشارف المنعرج،

يستنهض فيك الهمم

لأيّامٍ أخرى…

طويلة، طويلة،

تتعايش امتدادَ لياليها

بالسُّهاد

لا بالألم،

فقط بعضُ أضغاثِ نبضات،

غفلةٌ منك

تنام معك طويلًا…

طويلًا،

لتستيقظ

بركانَ حِمَم.


كأن تتعرّق معك الأفكار،

تنصهر المخيّلة

وأنتِ على صقيع الافتقاد،

تفتقدين تركيبةَ ماهيّتك،

فتجدينك شفّافةً على الأمكنة،

ثقيلةً…

تعبرك الأزمنة،

والقمم.


وأنا أناشدك الآن،

هنا…

يا ظِلّي،

يا متكئي

شفا بدايةِ النهاية.

انتظرتك

وما خاب دهري،

طلبتك يومَ طُعن ظهري،

فانتشلتَ ما تبقّى منّي،

وأعدتَ صياغةَ معادلاتي،

ورتّبتني:

أين أكون،

وكيف أكون،

بعيدًا عن الغمّ.


وأنا…

كما سعيدةٍ أضحيتُ،

خائفةٌ منك،

خائفةٌ عليك؛

منك…

إن هجرتني عصافيرُ أمانك

وهجرتَني،

وعليك…

إن لم أجدني

ولو ريشةً معك،

داعبتها يومًا

أنفاسُ طمأنينتك،

تنام بين طيّات

قديم كتاباتك،

نعم… تنام.


يا ظِلّي الجاثم

في كلّ مواجعي،

يا ضمادةَ خمودِ

نيرانِ جروحي،

أخاف إن غابت شمسي،

كيف سأعلم

أنني حيّةٌ أُرزق؟

كيف يكون تواجدي دونك؟

وكيف…

سأراك؟

ولا أعلم.


كن لي، يا ظِلّي،

للأبد.

كن لي الصديق

والرفيقَ الأوحد.

وأكّد لي

أنني ما حملتُ يومًا

إلّا قلبًا

يُدعى:

قلبًا بلا همّ.


سابرينا عشوش 

Sa Brina


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة الروح/للشاعر ...... أسمهان سعيد✍️

رائعة/كيف_تُسالِمُ_قاتِلَكْ/للشاعر المتمكن متولي عيسىٰ

دراسة نقدية وتحليلية لقصيدة "مرثيّات الأرق" للشاعر سعيد هجيري موسى