المتاريس قراءة تحليلية للأديب المتمكن باسم العراقي

قراءتي الموجزة لنص المبدع الكبير عبد الجبار فياض ( المتاريس )

النص :

المتاريس

منذُ أنْ أوقدَ النّمرودُ ناراً . . .

لوّنتْ صِبغةُ وجهِهِ قدميْهِ يهوذا . . .

دخلَ الفيلُ من عيونِ المدينة . . .

والحطبُ يُجمعُ . . .

الظلامُ مشغولٌ بصُنعِ الأقنعة . . .

لا غيرَ الأخضرِ يتبعُهُ الجّرادُ عيوناً . . .

الجماجمُ الفارغةُ

تتسوّلُ قطْراً من قيظ . . .

. . . . .

أيَّتُها المتاريسُ الرّاقدة‌ُ على مُنحنى زمنٍ أجوف . . .

كفِّ عفريتٍ

يسلخُ من النّهار قطعاً

يُغطّي أطرافَ ليْلهِ الممتدِّ جدْبَ سنواتِ الاحتراق . . .

متى تتشظّين لرجمِ زمنكِ المسفوحِ دماً على بوّاباتِ الشّمس ؟

دعي السّكونَ يذوب . . .

الأمواجَ تصدمُ صخورَ الشّاطئ . . .

السّفنُ

لا ترسو على موانئَ ميّتة . . .

لا أبشعَ مِنْ ذبحٍ بسكينِ خوف !

لكنْ

بينَ موتيْنِ عِرقٌ ينبُض

يحملُهُ وجعٌ من أكاذيبِ الفتحِ الأسود . . .

يشتمُها

تشتمُهُ كُلَّ يوم

بعيونٍ جاحظة

سيقانٍ عارية

جامدةٍ على صورٍ

تيبّستْ على حافاتِ

بطاقاتِ مرورٍ مُزّقتْ للضّفةِ الأخرى . . .

. . . . .

أيَّتُها السّدودُ الحُمر

على غفلةٍ

كانَ لكِ أنْ تقضمي غضَّ سنينٍ . . .

ابتلعتْ سكوتَها رغمَ مرارتِه . . .

أكانَ سقراطُ يحاورُ كأسَهُ

أنَّ الموتَ قدْ يكونُ سائغاً شرابُهُ أحياناً

وقتَ حُشرَ بلباسٍ تضيقُ به الأنفاسُ ؟

رصاصةٍ يتوسّدُها هيمغواي ؟

لا

ليسَ كذلك . . .

الأغصانُ الذّابلةُ ليستْ ميّتة . . .

خيطٌ رفيعٌ

يشدُّ مولوداً لحياة . . .

عصفورٌ بصغيريْه

يرسمُ فضاءً بلا حدود !

. . . . .

يُعصرُ الألمُ 

أتُراهُ لوناً يُرى ؟

خمرةً يحتسيها ليلٌ أُغلقتْ منازلُ قمرِه ؟

أم إنَّهُ قبسٌ من نارٍ تُشعلُ هشيماً ؟

كيفَ لهُ أنْ يكونَ مطرقةً

سنداناً

يداً مُتشققةً

تقرأُ جِلدَ الخيانة ؟

اختلفوا بمرارةِ حروفِه

لكنَّهم اتفقوا على نحتِه للحجر . . .

. . . . .

الشّيطانُ

حينَ يُقذفُ بجوعٍ تكوّرَ سجّيلاً

يشتري الوهمَ بأكداسٍ من ذَهَب

يغرسُهُ فسيلاً عند كُلِّ باب

لعلَّ ما خابَ يُصيب !

. . . . .

ما شُقَّ للحياةِ جيب

الأصنامُ

الأقنعةُ

السّكاكينُ

تُصنَع . . .

كُلُّ الأشياءِ قدْ تُصابُ بالصّمم

تَخرس

تعشو

خلا ما كانتْ جذورُها كوناً غيرَ مُرتَهَن ! عشقتْ طينَها على شوكِ قتاد

جُرحٍ نازف

رغيفٍ مُرّ !!

القراءة :

 الشاعر يسلُّ مسلةً نص جديد ، يؤنسن فيه ذاتية همِّه ، ويماهي ، في صيرورتهِ الحدثية التشكُّلية، رؤاه الشعرية

( فلا اثر لصوت الانا لاظاهرا ولا استتارا ) ، مع موضوعية (إنتاجه ) ، من اجل إرسال اشارات دلالية اشعائية الخطاب،{ المتاريس ، النمرود / يهوذا / دخل الفيل من عيون المدينة / مقاربة اشاراتية للاية القرآنية ( حتى يلجَ البعير في سًّم الخياط ) / الأخضر / سقراط / هيمنغواي ْ} ، ف كل مفردة من هذه المفردات ، صيّرتها موضوعية الشاعر النصية ( حياديته بعدم انتقائه معنى محدد لها ) ، مرسِلاً اشاراتياً متعدد الدلالة ، مكّنت الخطاب النصي ، من الوصول الى اوسع شريحة قرائية ، وفارب بمضمونه ، بهذه المسافة الفهمية او تلك ، وعي القراء ، حسب عمقه الثقافي ، 

بهذا ، فان عتبة النص ( المتاريس ) هي المرسلة الاولى ، التي تبعث باشارة متضادة الدلالتين ، توحي للقاريء انه سيلج عالم نص ( طبقي القراءة ) ، وهو بالتالي متعدد التاويلات ، فلا تحديدا للمقاصد ، ولا مرجعية فهمية للاشارات ، واكتشاف مساقط الخطاب في وعي المتلقي ( تحقق غرضه / معناه ) يتطلب اكتشاف ( البحث ثم الوصول ) الدواعي / المبررات ، القصدية لمرسلاته ، ( النص من النصوص الغائية ) ،فالمتاريس قد تكافيء الامان والحماية من خطر ما ( كتلك الحواجز التي يُستتر وراءها إتقاءَ خطر او عدو ما في مواضع الازمات او سوح القتال او الاضطرابات ، وقد تكافيء ماهو ضد تلك الدلالة حين تكون حواجزاً متحكمة ( مانعة او مُغيِّرة ) لحركة الاخرين ( الحركة فعل حي ضد السكون فعل انطفاء) ، او ان تمثل تمتكن توقف قسري ( كما في نقاط التفتيش ) لملاحقتهم واعتقالهم ( الرمزية الترويعية / ضد الطمآنينة ) ، وهذه البنائية اللغوية ( تضادية دلالَتين لمرسل واحد ) للعتبة، تمثل مفتاحاً قرائياً عة اولاً ، يوحي بوجود مف


اتيح اخرى موزعة في بنية الاشارات الدلالية الاشعائية السالفة الذكر .

باسم العراقي 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

رائعة من روائع/ابن سورية/للشاعر /د جمال إسماعيل الجمهورية العربية السورية

من روائع المحاكاة للثنائي / الشاعر/علي عبود المناع /والشاعر/خالد محمد إبراهيم

رائعة من روائع/ "مذاقُ الجوى"/للشاعر المتمكن/ نظام صلاح/ فلسطين